حكم محكمة العدل.. فرصة سعودية
أصدرت محكمة العدل الأوروبية الحكم المنتظر بعد 948 يومًا من الانتظار والذي منح الأندية أخيرًا الحق بفك الاحتكار المفروض من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهذا هو جوهر الحكم الصادر وليس السوبر ليج فقط وإمكانية تطبيقها، حيث سيغير هذا الحكم الصادر من المحكمة مركزية صنع القرار وسيفيد الأندية في المستقبل إذا أرادت صنع مشروع رياضي جديد ببطولة جديدة كما يحدث بالرياضات الأخرى.
فكرة السوبر ليج من الصعب جدًا تطبيقها على المدى القصير أو البعيد بسبب عدم تقبل الفكرة نهائيًا من الحكومات والاتحادات والجماهير، لذلك فإمكانية إتمامها معقدة جدًا وليست سهلة كما يتوقع البعض، شاهدنا كيف رفض الكثير من الأندية ذلك ببيانات رسمية صدرت منذ صدور الحكم بساعات.
تمسك ريال مدريد وبرشلونة بالبطولة هو بسبب التراجع المالي غير المعتادين عليه طوال تاريخهم، حيث أصبحت هناك أماكن أخرى في كرة القدم تقدم أموالًا أكثر ورواتب أعلى وكرة قدم تنافسية بشكل أفضل، وهنا نتحدث عن البريمير ليج الذي يزعج قطبي إسبانيا كثيرًا ويشعرون بأهمية الصعود فوقهم لاستعادة مكانتهم التي أصبحت تتأثر مع مرور الوقت.
أعتقد أن المستفيد الأكبر من هذا الحكم الصادر من المحكمة هو المشروع السعودي الطموح الذي يرغب من دون شك في التنافس بأعلى البطولات الممكنة، وتحويل كرة القدم السعودية من الاعتماد الكامل على الدعم الحكومي إلى الاعتماد الذاتي الكامل وسيتطلب ذلك التنافس في أعلى مستويات كرة القدم.
لا أرى أن تحركنا لهذا الملف سيكون قريبًا وقد يأخذ الكثير من الوقت ولكن هي فرصة لتكرار تجربة الغولف وإنشاء بطولة جديدة في كرة القدم تعتمد على الجولات، جولة شتوية وصيفية في مكانين مختلفين وتمتد البطولة على 3ـ4 سنوات تتنافس خلالها 10ـ15 ناديًا من أندية النخبة وأنديتنا على لقب البطولة، وهذا ما أتيح لنا من خلال هذا الحكم الصادر ولكن الأمر يحتاج إلى هدوء وحوار مقنع بين كل الأطراف.
كرة القدم بعد تاريخ 21 ديسمبر لن تكون كما كانت من قبل، ولكن الوقت هو ما نحتاج إليه لمشاهدة هذه التغييرات، ولكن بالتأكيد أن ترك دوري أبطال أوروبا الآن والتوجه إلى السوبر ليج سيكون أمرًا جنونيًا ومن سابع المستحيلات أن نشاهده من الأندية الأوروبية.