2023-12-25 | 00:09 مقالات

دمعة ورسمة

مشاركة الخبر      

- آخر الدراسات تقول إن دموع المرأة تفرز رائحة تخفف من عدوانية الرجل، وترقق قلبه. وهذا ما يحدث فعلًا عندما يتعاطف الرجل معها بمجرد مشاهدته لدموعها، فيلغي قرارات، وينهي خلافات، وقد يعتذر من خطأ لم يرتكبه. الرجل عندما يتسامح يعتقد بأنه رجل طيب لم يستطع تحمل مشاهدة دموعها. الدراسة تقول إن الطيبة والمسامحة بتأثير من رائحة دموعها التي وصلت للعقل وأثرت عليه فأعطى أوامره للقلب لكي يحنو ويسامح وينسى! هذه الرائحة هي التي تفسر مقولة (سلاح المرأة دموعها). عزيزي الرجل، إن كنت متأكدًا أن مسامحتك لا تصب في مصلحتك أبدًا، فعليك أن تبتعد عدة أمتار وأنت تحاورها، حتى لا تصل إليك رائحة دموعها.
- أحب الرسم والرسامين، وأحب الصور والمصورين، ومؤمن أن الصورة بألف كلمة، وفي بعض الأحيان بمليون كلمة. حتى الرسومات بعضها من نظرة واحدة لها تفهم منها ما تقوله رواية كاملة. لكني لست من هواة الرسوم التي تحتاج إلى تفسير من الرسام، أحب أن تحكي الرسمة عن نفسها، ولنفهم نحن المشاهدين الحكاية كل على طريقته، شرط أن تكون هناك حكاية بالأساس. أوضّح أكثر، لا يعجبني خليط الألوان التي لا تشكل شيئًا تفهمه العين، أحب أن أعرف الرسمة عبارة عن بستان أو مدينة أو وجه إنسان أو أي شيء آخر. صديقي نجيب رسام ماهر، أحب رسوماته التي تزين صالونه، يرسم وجوهًا وطيورًا ووجوه البشر، رسمه رائع. كما أنه أيضًا يضع عدة رسومات من خليط الألوان في الصالون.عندما نتحدث عن رسوماته المفهومة يكون نجيب منطلقًا في الكلام، يتحدث عن اللون الذي اختاره لريش الطائر، أو الظل الذي وضعه على وجه المرأة. لكنه عندما يتحدث عن رسمة من رسومات خليط الألوان يبدأ بالتعثر بالكلام، يتمعن بالصورة ثم يقول كلمة أو كلمتين من نوعية انصهار وتلاحم وامتزاج. كان الحديث عن رسومات خليط الألوان هو الجزء الذي لا أحبه. في إحدى المرات التي تلعثم فيها بالكلام وهو يشرح لوحته الغامضة قاطعته قائلًا: نجيب.. حتى أنت مو فاهم لوحتك!. سبب حكايتي هذه هو ما قرأته عن فوز رسمة لأحد الرسامين في إحدى المسابقات. اللوحة من نوعية خليط الألوان. الرسام كان شجاعًا عندما اعترف بأن الذكاء الاصطناعي هو من رسم الرسمة!
- مثل إنجليزي: لماذا نحفر عيوب الناس على النحاس بينما نكتب فضائلهم على الماء؟