اتحاد الكرة و« بروباغندا» التوثيق
في بداية عام «2023م» أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن انطلاق مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، وحدد الجهات العاملة بالمشروع «اتحاد كرة القدم ـ الأعضاء المرشحون من منسوبي الأندية ـ خبراء فيفا».
ووضع آلية عمل «ساذجة» للتوثيق وهي:
الطلب من الأندية تعيين من يرونه من منسوبيها ليكون ممثلًا للنادي، ويقوم الأعضاء المعينون من الأندية وخبراء «فيفا» بتحديد آلية العمل والبرنامج الزمني للمشروع.
في نهاية العام وفي الاجتماع الثالث للموثقين وبعد أن استمعوا لخبير «فيفا غزواي»، حلوا فريق العمل الذين تم انتخابهم، على أن يتم إعادة الطلب من الأندية بترشيح عضو واحد على الأكثر من كل نادٍ كأخصائيين محليين في التوثيق.
«أمس الأول» اجتمعوا من جديد مع مرشحي الأندية الجدد، أو القدامى الذين أعادت الأندية ترشيحهم «للت والعجن» في مشروع التوثيق، أو ما أسميه «بروباغندا» التوثيق.
فالاتحاد السعودي لكرة القدم ومعه الاتحاد الدولي لكرة القدم والأندية السعودية ليسوا جهة اختصاص لينفذوا مشروع «توثيق تاريخ كرة القدم السعودية».
«فالتوثيق» يا سادة هو من العلوم الإنسانية «علم التاريخ»، ومهمته حفظ الأحداث التاريخية والمعلومات وتنسيقها وترتيبها وتبويبيها، لتصبح مرجعًا للباحثين في المستقبل.
وهذا العلم يدرس بالجامعات، وهناك أساتذة متخصصون في هذا المجال بعكس «اتحاد الكرة وفيفا والأندية» فهم ليسوا أكاديميات تدرس «علم التوثيق والتأريخ» ولا هم اشتغلوا في التوثيق والتأريخ، وكل ما لدى «فيفا» مركز معلومات للبطولات التي نظمها، أما اتحاد الكرة معلوماته وكما قيل غرقت بالسيل.
وكان يمكن لوزارة الرياضة أو اتحاد الكرة أن يلجأ لأصحاب الاختصاص، فيتفق مع إحدى الجامعات على توثيق تاريخ كرة القدم، أو تاريخ كل الألعاب على أن يمول هذا المشروع، فيما توثق الجامعة أو عدة جامعات تاريخ رياضتنا.
ولكن للأسف لم يلجأوا للجهة المتخصصة واعتمدوا على فهلوة «أعضاء منتديات الأندية» ليوثقوا تاريخنا.
أخيرًا.. هذا لا يعفي جامعاتنا من المسؤولية، خصوصًا أنها ترى هذا الاشتباك المستمر بالمجتمع، وكان يمكن لها أن توثق تاريخ رياضتنا، لتكون مرجعًا لنا.