غُيبت المنافسة وغابت الجماهير..!
لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة دوري روشن السعودي هذا الموسم بالموسم الماضي وما قبله من حيث النجوم العالمية التي تلعب هذا الموسم وبالتحديد في الأندية الجماهيرية الكبرى، ما ساهم في أن يحظى الدوري السعودي بمتابعة كبرى على مستوى العالم جماهيريًا وإعلاميًا.
إلا أن الغريب هو تناقص عدد الحضور الجماهيري لمباريات هذا الموسم وهو الأقل عن الموسم الماضي عكس ما كان متوقعًا، وذلك كان واضحًا وجليًا في المدرجات باستثناء بعض مباريات النصر والهلال التي كانت الأعلى حضورًا بحجم الملاعب التي يلعبون عليها وهي بحدود 22 ألف مشجع، وهو مؤشر سلبي لا بد أن يكون قد حاز على اهتمام وزارة الرياضة واتحاد القدم لبحث أسباب عزوف الجماهير عن حضور المباريات في دوري يضم أفضل نجوم العالم، وهو حلم سابق أصبح حقيقة بدعم من الدولة حفظها الله.
ومما لا شك فيه أن المتابع الرياضي الفطن يعرف أن العزوف الجماهيري له أسباب ظاهرة، يأتي على رأسها إدارة المنافسة، حيث فشل اتحاد القدم ولجانه في ذلك وبامتياز، متمثلًا بلجنتي المسابقات والانضباط ومعهما دائرة التحكيم التي أثّرت بحكامها «السيئين» على المنافسة بسبب أخطاء تحكيمية تسبب فيها «مشاركة» بينهما حكام الساحة وحكام الفيديو، ما أحدث لغطًا كبيرًا بسبب التناقض في بعض القرارات من مباراة لأخرى، وبالتالي أصبح الفريق الأكثر استفادة من تلك الأخطاء والأقل تعرضًا لها يُغرد وحيدًا لحسم كافة المسابقات هذا الموسم «الدوري والكأس والسوبر» وبشكل لا يليق بدوري صرف عليه المليارات لرفع مستوى المنافسة فيه.
الحقيقة الساطعة أن الدوري السعودي بحاجة لإدارة أفضل من الحالية ومستقلة تمامًا عن وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية، ومن أهم معايير نجاحها تحقيق مبادئ العدالة والمساواة في المنافسات وتجنب الوقوع في الأخطاء الكوارثية التي يذهب ضحيتها عدد كبير من الأندية دون محاسبة أو تصحيح لوقف تلك الممارسات الخاطئة المشوهة للدوري السعودي..!
المؤكد أن منتج المنافسات السعودية يملك كل عوامل النجاح والتسويق، إلا أن جزءًا من مقومات العمل الاحترافي الصحيح غير متوفرة ومنها الناقل الرسمي للدوري، وبالرغم من ضعف كفاءة كوادره البشرية وتجهيزاته إلا أنه يحتكر نقل دوري يصنف من أفضل عشرة دوريات في العالم دون أن يطور من قدراته..!
وعلى دروب الخير نلتقي.