عالم الهلال الجديد القديم
أكثر سيناريوهات ختام الدوري التي تخيَّلها كثيرٌ منا، لم تكن تشمل «تتويج الأزرق»، إذ كان قبل بدء الموسم «يُنكَّل» به وهو يشاهد «نجوم العالم» يتطايرون من على يمينه وشماله، وأصوات الوعيد والتهديد تصمُّ الأذان من منافسيه وخصومه بأن «الأزرقني» لم يعد من اليوم على خارطة المنافسة، فما الذي جرى بعد ذلك، وعلى ماذا انتهى الأمر؟
يمكن لي أن أعقِّد المسألة، أو أن أجعلها سهلةً بسيطةً، ففي الأولى «استحضر الهلال بزوغ فجره وروح رجاله الأوائل»، وفي الثانية «إرثه وعاداته»، لكن هذا التلخيص قد يضيع على الجميع استدراكًا أن لا نتائج دون عملٍ، ولا عملَ بغير خططٍ وأدواتٍ وأرضٍ صالحةٍ لاستنبات صناعة تحقيق الهدف.
الطبيعي أن كل الأندية تفعل ذلك، لكن بعضها يحصل على النتائج المتوقعة، وأخرى أقل منها، أو تُمنى بالفشل، ولأنها مواسم تتري، فإن «الواقعيين»، تستمر معهم محاولات النجاح بتصحيح الأخطاء، أما «الموهمون» فيكرِّرون الفشل، لأنهم لم يغيِّروا طريقة تفكيرهم ولا عملهم، بل ويصرُّون على أن ما أصابهم ما كان ليصيبهم لولا ما يدبَّر ضدهم في الخفاء.
عمل الهلال على تركيبةٍ فنيةٍ تتكامل. كان الفضل في الحصول عليها العمل الإداري الذي هيأ للمدير الفني مساحةً، وزمنًا لقراءة المنافسة «تحدياتها واحتياجاتها» في مرحلةٍ، شهدت تحولًا سريعًا، يمكن له أن يقلب موازين القوى، ولم يعد يبقى للهلال صاحب آخر خمسة ألقابٍ للدوري في السنوات السبع الماضية إلا أن يربط الأحزمة لمواجهة «نجوم العالم» في تحدٍّ جديدٍ مختلفٍ.
كشفت البدايات عن أن الهلال يتعرَّض للخطر، ويلعب بعناصرَ جديدةٍ «تم جلبها من المستوى الثاني أوروبيًّا»، ولم يكن استكمالهم بالعالمي «نيمار» المصاب، الذي لعب خمس مباريات وانتهى موسمه حينها بإصابةٍ، كافيًا لأن يخرج الهلاليين من حالة القلق والخوف على مصير فريقهم، لكنَّ شيئًا بدأ يعيد الفريق، ليس لسكة الانتصارات المعتادة فحسب، بل وبتحديث «النسخة»، وتفاعل التركيبة أيضًا، كما كانت مع «جورج سميث» حين حقق معه الفريق أول دوري سعودي للأندية الممتازة 77م، لتكون الشيء ذاته مع «جورجي خيسوس» بتحقيق أول دوري سعودي عالمي 2024... يتبع.