ختامها مسك.. نهاية عادلة
حضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان مباراة «نهائي كأس الملك» نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزير، كان خيرَ ختامٍ لموسمٍ كروي، حَفِلَ بكثيرٍ من المتعة والإثارة والأحداث في مسابقاته الرسمية الثلاث التي حصل الهلال عليها جميعًا «الدوري، السوبر، كأس الملك». وتشرَّف لاعبو الهلال والنصر وأجهزتهما الإدارية والفنية بالسلام وتسلُّم الكأس والميداليات من سموه، ليُسدل الستار على موسمٍ «فاصلٍ»، سيُؤرَّخ لمنافسات «الأندية السعودية»، ما قبله وما بعده.
مباراة نهائي الكأس، كانت أكثر تعبيرًا وتوصيفًا لما يمكن أن يقال، أو يبقى في الذاكرة عن موسم «دوري نجوم العالم» في نسخته الأولى، وما يمكن أن يكون عليه في المواسم المقبلة. هي ربما عنوان «غلاف» الموسم الكروي، لا «محتواه وتفاصيله»، وأحقية ما انتهى عليه من «هيمنةٍ هلاليةٍ»، فالبطولات الثلاث، لم تنته مبارياتها بالكامل بيسرٍ وسهولةٍ، ومرَّت دقائقها وتفاصيلها بأوقاتٍ عصيبةٍ، أو بـ «سيناريوهاتٍ» لم تطرأ على بال أحدٍ، على سبيل المثال مباراةُ نهائي الكأس، لكن «النادي» الذي لم يخسر في مباريات الموسم كاملًا، يستحقُّ أن تُكتب له هذه النهاية العادلة.
أول مَن سيخسر تحدي كسر أرقام الهلال في المواسم المقبلة، هو الهلال نفسه، فإمكانية تكرار تحقيق 31 انتصارًا في الدوري من 34 مباراةً، وبمجموع 96 نقطةً، و101 هدف، مقابل 22 في شباكه، أشبه ما يكون بالمستحيل. ربما يكون تحقيق البطولات الثلاث جميعًا بغير هذه الأرقام ممكنًا. كما أن الهلال أيضًا، أدخل مصاعبَ وتحدِّياتٍ كبيرةً على الجميع بعد أن أصبح أكثر أندية العالم تحقيقًا لسلسلة انتصاراتٍ متتاليةٍ بواقع 34 في جميع المسابقات، و24 انتصارًا متتاليًا في الدوري.
كنت من بين الذين ربطوا «قيمة» هذه الأرقام بتحقيق «بطولةٍ»، فحصل الهلال على ثلاثٍ، لكنْ الحقيقة، أن «الأرقام» التي سُجِّلت في موسوعة «جينيس» العالمية، لا تقلُّ أهميةً عمَّا تقدَّم، ويمكن لها أن «تطلَّ برأسها» في مناسبات تذكيرٍ، تجعل منها إضافةً على مستوى أبعد وأهم من تحقيق بطولةٍ، يمكن لغيرك أن يحققها في الموسم التالي، في حين تبقى هذه الأرقام صامدةً زمنًا طويلًا.
نبارك للهلال بما تحقق له هذا الموسم، نبارك لإدارته التي أدارت موسمًا صعبًا ومعقَّدًا، جرت في بدايته الرياح بما لا تشتهي سفن الأزرق، لكنَّها بالحكمة والصبر والفطنة، سيطرت على الأشرعة، وأدارتها للاتجاه الصحيح المستهدف «منصات البطولات»، وحظًّا أوفر لبقية الأندية التي نافست، إن كانت قد خسرت «أهدافها»، أو «حققتها»، والمواسم تتابع، والألقاب تُتداول، ولكلِّ مجتهدٍ نصيبٌ.