ما بعنا بالكوم إلا اليوم
عبارة قالها الأستاذ علي داود في الدقائق الأخيرة من مباراة المنتخب السعودي ومنتخب الكويت في التصفيات الآسيوية لبلوغ أولمبياد لوس أنجلس 1984م، بعد أن سجل الكابتن صالح خليفة الهدف الرابع في مرمى الكابتن أحمد طرابلسي حارس منتخب الكويت، بعد أن تغلب الأخضر السعودي على الأزرق الكويتي بأربعة أهداف لهدف وهي كلمات من الأمثال الحجازية الدارجة يستخدمها الباعة البسطاء من أجل السهولة في عملية البيع ومن باب التسويق.
وقد تكون تلك البيعة قائمة على الخسارة وكلمة الكوم ما هي إلا مجموعة من المواد المعدة للبيع، وكنت أسمعها دائمًا وأنا طفل في حلقة الخضار القريبة من حي جرول العتيق بمكة المكرمة، وبالذات فيما يخص الفواكه والخضروات، وهذا لعمري ما يحدث مع أبناء الأهلي ممن يصعدون من الفئات السنية للفريق الأول، ولقد حذرنا من هذا الأمر مرارًا وتكرارًا، ولكن للأسف أذن من طين وأخرى من عجين، والكل طالع يوم أمس أن الأهلي استغنى عن عدد 23 لاعبًا من لاعبي شباب النادي الجداوي العريق، وهو النادي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي يملك بنية تحتية تأسيسية لصناعة لاعب كرة القدم بالشكل الصحيح من عمر 10 سنوات، إذ يوجد في هذا النادي أكاديمية لتعليم كرة القدم، ومركز خاص منفصل عن النادي لصناعة لاعبي الناشئين والشباب بسكن خاص للاعبين القادمين من خارج جدة للعزاب من هؤلاء الصغار أو ممن يأتي بعائلته وكل هذا كان بفكر الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز.
وبالتالي أبناء ولاعبو الأهلي ممن يصعدون من الفئات السنية إلى الفريق الأول يختلفون عن أقرانهم في الأندية الأخرى بسبب هذا العمل الاحترافي التربوي والفني.
والمضحك في هذا الأمر أن إدارات الأهلي تستغني عن بعضهم مجانًا لتأتي بعد أربعة أعوام بهم من جديد بملايين الريالات، وها هو أمامكم سميحان النابت غادر الفريق مجانًا وعاد للأهلي بالملايين، وها هم يفاوضون أبناء أبو الشامات وهم كانوا في الأهلي بعمر 12 عامًا، وفي فترة سابقة فاوضوا لاعب الأخدود عيد المولد، وغيرهم كثر ممن ترعرعوا داخل دهاليز النادي، ولكن هذه المرة العدد كبير ولاعبو الموهبة أكبر أمثال أبناء الخضري مراد وعادل وزيد المولد وبلغ عددهم 24 لاعبًا والله المستعان.