جمال.. رضيع ماتارو يتشارك التاريخ مع ميسي الخجول
كانت صورة من الصعب التقاطها.. ليونيل ميسي لا يزال خجولًا.. وكان أكثر خجلًا عندما وجد نفسه أمام رضيع لا يتجاوز عمره 6 أشهر داخل حوض استحمام صغير مليء بالماء وبجواره والدته.. هكذا يقول خوان مونتفورت لموقع The Athletic تعليقًا على الصورة التي انتشرت بشكل واسع منذ الخميس لأسطورة برشلونة مع نجم الفريق الصاعد الأمين جمال، والتي يبلغ عمرها نحو 17 عامًا.
وقال مونتفورت: «في البداية لم تكن هناك أي تفاعل يذكر.. كان الأمر صعبًا للجميع، لكن رويدًا رويدًا تحسنت الأمور، وكانت في النهاية لقطة جميلة جمعت بين جمال، النجم المستقبلي، وميسي الفتى الذي سيتوج لاحقًا بثماني كرات ذهبية».
في ديسمبر 2007 التقط مونتفورت الصورة لميسي البالغ آنذاك 20 عامًا، والذي كان يتلمس طريق النجومية، وجمال الرضيع الذي لم يتجاوز عمره 6 أشهر.. ونشرت الصورة في 2008 ضمن مجموعة التقويم السنوي الخيري بتنظيم من نادي برشلونة وصحيفة « سبورت» اليومية، يعود ريعه لصالح المنظمات الخيرية ومن بينها يونسيف وغيرها في إقليم كاتالونيا.
لاعبو برشلونة شاركوا في جلسة التصوير مع الأطفال.. مئات العائلات تعاونت مع المبادرة لأعوام طويلة، ومعظم تلك الصور طواها النسيان باستثناء من حرصوا على الاحتفاظ ببعض الذكريات الخاصة... صورة الاستحمام وغيرها من الصور الأخرى التي التقطت خلال جلسة التصوير لميسي مع الطفل والدته شيلا إيبانا، عادت للظهور للعلن بعد أن نشرها مساء الخميس منير النصراوي والد جمال، الذي كسر الأرقام القياسية خلال مشاركته مع المنتخب الإسباني في يورو 2024 المنظم حاليًا في ألمانيا.
وقال مونتفورت لـ The Athletic: «إنه أمر لا يصدق.. لا أحد كان يتخيل أن ذلك الرضيع وميسي سيكونان على ما هما عليه الآن.. نحن نتحدث عن عام 2007.. كان ميسي قد بدأ للتو في برشلونة.. القدر يلعب دورًا مهمًا في هذه الأمور».
في ديسمبر 2007، كان ميسي فاز بالفعل بلقبين في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، لكنه كان لا يزال مجرد موهبة ناشئة في فريق مليء بالنجوم الكبار أمثال رونالدينيو، صامويل إيتو، تشافي هيرنانديز، أندريس إنييستا، كارليس بويول، تييري هنري وغيرهم.
ويضيف مونتفورت: «أعطوني قائمة باللاعبين الـ 12.. واحد لكل شهر من أشهر التقويم.. عليك أن تأخذ وقتك للتصوير.. لكن في كثير من الأحيان اللاعبون يستعجلون إنجاز الأمور بحجة انشغالهم».
ويستطرد: «يمكن أن يكون موقع التصوير ينقصه الدفء بعض الشيء، خاصة في الصور التي تحتاج فيها إلى تفاعل بين شخصين لا يعرفان بعضهما بعضًا، فما بالك بأحدهما يبلغ من 6 أشهر والآخر 20 عامًا، قد يصبح الأمر أكثر صعوبة، ولكن في النهاية تحول الأمر إلى شيء أجمل.. لقد ساعد وجود الأم كثيرًا في هدوء طفلها.. فأنت في النهاية تبحث عن صورة رقيقة».
يحاول مونتفورت يحاول دائمًا التأكد من حصول كل عائلة على نسخة من الصور التي التقطها للاحتفاظ بها، خاصة في تلك الحالة نظرًا للجهد الكبير الذي بذلته والدة جمال لنقله إلى ملعب كامب نو من بلدة ماتارو، شمال شرق برشلونة. «أريد دائمًا أن ألتقط لهم صورًا فهذا يجعلهم سعداء.. قد لا يهتم اللاعبون بالأمر كثيرًا، لكن آباء الأطفال يكونون سعداء للغاية للاحتفاظ بها.. لقد عاشت أسرة جمال على بعد 40 كيلومترًا من برشلونة.. لن يفعل الجميع ذلك مع رضيع.. التنقل به، ثم انتظار وصول اللاعب وحتى يتم إعداد كل شيء لجلسة التصوير».
بعد 6 أعوام ونصف العام، بدأ جمال في ركوب القطار بانتظام من ماتارو عندما انضم إلى أكاديمية لا ماسيا التابعة لبرشلونة.. لقد كان تقدمه سريعًا.. ظهر للمرة الأولى في الدوري الإسباني في أبريل 2023 وعمره 15 عامًا، وعلى المسرح الدولي بعد عام في سبتمبر الماضي، والآن أصبح عنصرًا أساسيًا بالمنتخب الإسباني الذي تأهل الجمعة إلى نصف نهائي يورو 2024 على حساب ألمانيا 2ـ1.. إن فرصة حدوث هذا الأمر تصل إلى واحد في المليون.. إنه حظ هائل.
في هذه الأيام ربما تحدث مثل هذه الأمور أكثر خاصة مع انتشار الهواتف الذكية حيث يتبادل الناس الصور، ولكن صور ميسي وجمال، تشبه تلك التي ظهر فيها بيب جوارديولا، عندما كان عمره 15 عامًا وهو يصفق للإنجليزي تيري فينابلز مدرب برشلونة وإنجلترا السابق، بينما كان محمولاً على أكتاف اثنين من اللاعبين، والتي نشرها عندما توفي فينابلز.
جوارديولا في تلك الصورة كان ما زال ناشئًا في أكاديمية لا ماسيا، فيما كان فينابلز في منتصف فترة عمله التي استمرت 3 مواسم، وجرى حمله آنذاك من قبل باكو كلوس وميجيلي بعد أن عوض الفريق تأخره بنتيجة 0ـ3 إلى فوز بركلات الترجيح في نصف نهائي كأس أوروبا ضد جوتبورج.
مونتفورت ما زال يمارس التصوير لكن هذه الأيام لصالح صحيفة «آس» في مدريد العاصمة الإسبانية.. ولقد تفاجأ عندما اتصل به زميله السابق في «سبورت» وأخبره بظهور تلك الصور وانتشارها بشكل واسع.
يقول مونتفورت: «سألته هل تلك الصور لي.. فقال لي نعم.. فسألته مرة أخرى، بعد أن أرسلها لي، عن هوية الطفل، فبدأ يضحك وقال جمال.. جمال».