تحذيرات مطلوبة!
تُكتَب على علب السجائر تحذيراتٌ صحيةٌ، لأن التدخين مُضرٌّ، لكنْ لماذا تُكتب على علب السجائر فقط، ولا تُكتب على أشياءَ أخرى مضرَّةٍ؟!
بعض الحسابات في «السوشال ميديا» مضرَّةٌ، وعليه ألا يُفترض أن يُكتب على صفحاتها: «انتبه.. هذا الحساب يسبِّب الكآبة». أو يُكتب: «صاحب هذا الحساب يقلِّد الأثرياء، ولا يمثِّل واقعه الحقيقي». أو: «هذا الحساب لا يُظهر إلا أوقاته السعيدة».
في كرة القدم يجب أن تُكتب بعض التحذيرات: «إن معلِّق المباراة منحازٌ لفريقه، وقد يسبِّب لك ارتفاعًا في ضغط الدم». أو: «مقدم البرنامج غير عادلٍ، لأنه يدافع عن فريقه على حساب بقية الفرق، وقد يسبِّب لك تشنجاتٍ عصبيةً». في البنوك، وقبل توقيعك على القرض الشخصي، من المهم أن يُكتب تحذيرٌ في صفحة العقد الأولى: «قد يسبِّب لك القرض أرقًا يوميًّا، وحسرةً طويلة الأمد، وغثيانًا لكثرة ما ستدفعه من فوائد». حتى البطاقات الائتمانية من الأفضل أن يُكتب عليها تحذيرٌ: «قد تكون هذه البطاقة من مسبِّبات الإنفاق دون حاجةٍ، والحصولُ السهل عليها، لا يشبه صعوبة التخلص منها».
بل حتى على المحطات التلفزيونية، يجب أن تُكتب تحذيراتٌ عن بعض المذيعات: «عزيزي الشاب.. إن وجه الفتاة الظاهر على الشاشة أثقل من الواقع، لأنها تضع 50 جرامًا من الكريمات الأساسية، و40 جرامًا من الملوِّنات، و20 جرامًا من الكحل، فلا لا تعتقد بأنها في الواقع تبدو كما في الشاشة، وتجنَّب المقارنة بينها وبين الأخريات».
لو فكَّرنا وتعمَّقنا في الأمر أكثر، سنجد أن التحذيرات مطلوبةٌ في شؤونٍ كثيرةٍ، وربما من الأفضل لو كُتبت تحذيراتٌ على بعض الأشخاص. أنا مثلًا، يجب أن يُكتب على ظهر ثوبي: «انتبه من التحدث مع هذا الشخص إذا كان لديه مالٌ، لأنه سيكون فيلسوفًا خياليًّا، وقد يغذيك بأفكارٍ غير واقعيةٍ، واحذر منه إذا كان مفلسًا، لأنه سيكون مُحبِطًا، وقد يسبِّب لك الكآبة الشديدة. حاول ألَّا تلتقيه في أواخر الشهر وقبل نزول الراتب». وأحد الأصدقاء، يجب أن يُكتب على ظهر ثوبه: «هذا الشخص يقضي حوائجه بالسر والكتمان، لكنه يريد أن يعرف عنك كل شيءٍ». وصديقٌ ثانٍ من الأفضل أن يُكتب على ظهر ثوبه التحذير التالي: «هذا الشخص لن يكون متاحًا إلا في أوقاته الحزينة. أوقاته السعيدة لا يُشرك فيها أحدًا».