الركن البعيد الهادي
لا يختلف اثنان على أن الأهلي قدم موسمًا أكثر من جيد في الموسم الماضي عطفًا على ظروفه في الموسم ما قبل الماضي، كونه فريقًا جديدًا بالكامل وعلى جميع الأصعدة سواء كان ذلك على مستوى اللاعبين أو الجهاز الفني أو الجهاز الإداري، ولا أبالغ إذا قلت بأن المشجع الأهلاوي لم يعد يعرف فريقه الذي فقد هويته بالكامل ولبس هوية جديدة لا يعرف أصلها من فصلها.
الأسطوانة التي رددها الأهلاويون الموسم الماضي كثيرًا حول الظروف والمظروف لم تعد تسمن ولا تغني من جوع، فالأهلي الذي يعرف الجميع تاريخه ينتظر منه أن يكون بطلاً للدوري في الموسم القادم، إضافة إلى تواجده في النهائي الآسيوي على أقل تقدير، أما الأهلي الذي غرق في غياهب الجب فقد أصبح من الماضي ولا يريد الأهلاويون أن يذكروه على الإطلاق.
المؤشرات الراهنة للفريق الأهلاوي لا تبشر بالخير على الإطلاق، فعدد اللاعبين المغادرين فاق عدد أولئك المستقطبين الذين لم يتجاوزوا الصفر حتى الآن، فهاهو ماكسيمان يغادر والبديل غير موجود، إضافة إلى أن أصغر مشجع أهلاوي يعرف أن الفريق يحتاج إلى مهاجم هداف ومحور ارتكاز متميز وظهير أيمن عصري ناهيك عن الخانات التي يمكن سدها باللاعبين المحليين، ومع ذلك ما زالت إدارة الفريق تقف موقف المتفرج أمام ما يحدث من تعاقدات للأندية المنافسة هنا وهناك وتردد لسه بدري.
يتحدث البعض عن قرار منع التسجيل من الفيفا ضد الأهلي وأنه نافذ خلال هذه الفترة، لكنني لا أعتقد أن الإدارة الأهلاوية بهذه الدرجة من الحماقة بحيث تفرط في لاعب مميز مثل ماكسيمان وهي عاجزة عن تسجيل لاعبين جدد لكن الأيام تمضي واللاعبون المميزون يستقطبون من هنا وهناك وجماهير الأهلي تضع يدها على قلوبها خوفًا من موسم صفري جديد على غرار الموسم الماضي، والحجة دائمًا حاضرة ما زلنا نبني فريقًا عائدًا من يلو، لذلك أتمنى أن يتزحزح الفريق من ذلك الركن البعيد الهادي ويا خوفي من الركن البعيد الهادي.