2024-08-05 | 13:36 تقارير

بـ 12 ميدالية.. السباحة الصينية ترمي تهم المنشطات خلفها

رباعي الصين في سباق التتابع (4 في 100 متر) تتابع يحتفلون، الأحد على منصة التتويج في باريس، باقتناص الميدالية الذهبية ضمن دورة الألعاب الأولمبية الجارية (رويترز)
باريس ـ الفرنسية
مشاركة الخبر      

ردّ السبّاحون الصينيون على تُهم تلقّيهم المنشطات من خلال الفوز بـ 12 ميدالية في أولمبياد باريس 2024، وذلك بقيادة جانلي بان ويوفي جانج، التي كانت «قلقة» من أن يرى الشعب الفرنسي سبّاحي بلادها رياضيين «لا يستحقون الوجود على منصة التتويج».
وأنهت الصين منافسات السباحة، التي اختُتِمَت الأحد، بحيازة 12 ميدالية، بواقع ذهبيتين، وثلاث فضيات، وسبع برونزيات، أي أكثر بثلاث ميداليات من مجموع ما حققته قبل ثلاثة أعوام في أحواض طوكيو.
لكنها تخلّفت، بفارق كبير هذه المرة، عن الولايات المتحدة وأستراليا، القوتين العُظمتين في هذه الرياضة، إذ أحرزت الأولى 28 ميدالية، بينها ثماني ذهبيات، والثانية 18 ميدالية، بينها سبع ذهبيات.
وكانت الاحتفالاتُ كبيرةً في الصين، التي استنكرت الاتهامات الموجّهة إلى سبّاحيها خلال الأشهر الأخيرة، ولا سيما من الأمريكيين، بتناول المنشطات.
وحصد بان جانلي، الذي أتمّ عامه العشرين، الأحد، ذهبية 100 متر حرة، وحطّم الرقم القياسي العالمي السابق، الذي كان مُسجّلًا أيضًا باسمه، متقدمًا بفارق أكثر من ثانية على وصيفه الأسترالي كايل تشالمرز.
وأثار فوزُه غضب وتشكيك المدرب الأسترالي بريت هوك، الذي عدّ «هذا الأداء غير ممكن إنسانيًا».
وكتب العدّاء الأسترالي السابق، الذي أصبح مواطنًا أمريكيًا، على «إنستجرام»: «هذا ليس حقيقيًا، لا يمكنك التغلّب على هؤلاء السباحين.. كايل تشالمرز ودافيد بوبوفيتشي وجاك أليكسي بهذا الفارق الكبير، هذا ليس ممكنًا من الناحية الإنسانية».
وجاء فوز بان بعد أشهر من الشكوك المحيطة بمنتخب السباحة الصيني.
وتأجّجت الاتهامات بشكل أساسي من قِبَل السلطات الأمريكية، التي اتهمت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات «وادا» بالتهاون تجاه الصين، بعد قضية اكتشاف حالات إيجابية لفحوص مادة محظورة.
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية وقناة «إيه آر دي» الألمانية، في أبريل الماضي، بأن 23 سباحًا صينيًا ثَبُت تناولهم، في عام 2021، مادة تريميتازيدين، المحظورة منذ 2014، خلال مسابقة محلية قبل أشهر قليلة من أولمبياد طوكيو.
لكن لم تتم معاقبتهم، بعدما قبِلَت الوكالة فرضية السلطات الصينية، التي تقول إنهم وقعوا ضحايا لتلوث غذائي عرضي داخل مطابخ فندق كانوا يسكنونه.
وبعد تعرضها للضغوطات، منذ أبريل، أقرّت الوكالة بعدم امتلاكها أدلة مقنعة لدحض رواية التلوث.
لكنها ذكرت أن المستويات المنخفضة للغاية من هذه المادة، الموجودة في عينات البول، التي كانت إيجابية ثم سلبية عبر عينات متتالية، يمكن أن تكون متوافقة مع تناولها عن طريق الخطأ.
وكلّفت «وادا» مدّعيًا عامًا مستقلًا بفحص طريقة تعاملها مع القضية، أشار إلى «عدم التدخل أو المخالفة».
وأوردت بعض التقارير أن يوفي جانج، نجمة سباحة الفراشة، التي أحرزت ست ميداليات في باريس 2024 بواقع فضية وخمس برونزيات رافعةً رصيدها الأولمبي الإجمالي إلى 10 ميداليات، بينها ذهبيتان حققتهما في طوكيو، من بين السباحين الـ 23 المشكوك بتنشُّطهم.
وأثّر هذا الأمر على وضع السبّاحة النفسي، وفق ما أفادت، قائلة «تسابقت بشكل جيد مع أصدقائي من دول مختلفة، والآن جئت للمشاركة في الألعاب الأولمبية، وأنا قلقة بأن ينظر إلي أصدقائي بعيون مشككة ولا يريدون التنافس معي».
وأوضحت: «أنا قلقة من أن الفرنسيين يعتقدون أن الرياضيين الصينيين لا يستحقون الوقوف على منصة التتويج».
لكن في الواقع استقبل المشجعون في صالة «لا ديفانس أرينا» الباريسية السباحين الصينيين بالتصفيق.
وحثت جانج أي مشككين على النظر في تفاصيل القضية، وقالت: «تم اختبار كل واحد منا من 20 إلى 30 مرة في شهرين، بمعدل ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع، من دون أن تأتي أي نتيجة إيجابية».
وأظهرت بيانات الاتحاد الدولي للسباحة، التي صدرت قبل أيام من الأولمبياد، أن السباحين الصينيين في باريس، وبينهم 11 من الـ 23، الذين وردت أسماؤهم في القضية، خضعوا للاختبار 10 مرات على الأقل منذ بداية العام الجاري.
ومع ذلك، لم يكن ذلك كافيًا لإسكات المنتقدين عندما حطم جانلي رقمه القياسي العالمي، على الرغم من أن اسمه ليس واردًا في قائمة الـ 23.
وعندما فاز المنتخب الصيني بذهبية التتابع «4 مرات 100م متنوعة»، خرج السباح البريطاني آدم بيتي، البطل الأولمبي ثلاث مرات، للتشكيك بنزاهة السباق، وصرّح الأحد: «لا جدوى من الفوز إذا لم تفز بطريقة عادلة».
لكن بيتي أراد من ذلك انتقاد سلطات مكافحة المنشطات أكثر من السباحين الصينيين، وقال: «إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى أداء عملهم، استيقظوا ونفذوا عملكم».
وبالنسبة لصحيفة «تشاينا دايلي» الصينية، فإن «فريق السباحة تعرض للتشويه من قِبل جزء من وسائل الإعلام الغربية تحت ضغط من الولايات المتحدة، وقد أثر ذلك بشكل كبير على جلسات التدريب والسباقات التي خاضها».