2024-08-07 | 22:55 مقالات

العبث بمستقبل سعود

مشاركة الخبر      

من حق سعود عبد الحميد، لاعب فريق الهلال الأول لكرة القدم، أن يرفض تجديد عقده، وأن يحلم بالاحتراف الخارجي، كما أنه يحق له أن يوقع لأي نادٍ محلي، لا جدال في ذلك، الأندية ليست معسكرات اعتقال، ولا يوجد فيها سُخرة، غير أن هذا الحق يجب أن يُمارس باحترافية ووفق الأنظمة، لا نصائح وكيل أعمال غير نظامي، ولا عبر طرق ملتوية، إن كان هناك برنامج وطني يمهد لاحتراف اللاعب السعودي في أوروبا يجب أن يعمل هذا البرنامج باحترافية حقيقية، وأن يبدأ خطواته وفق النظام، لا من خلال إقناع اللاعبين دون المرور بأنديتهم، أي احترافية نريد أن يتعلموها بهذه الطريقة!
عندما فكرت إدارة نادي رودا التعاقد مع نواف التمياط في عام 2001، حضر وفد كامل من إدارة النادي الهولندي، واجتمعت مع إدارة الهلال بحضور اللاعب، كذلك فعل نادي وولفرهامبتون عندما تعاقد مع سامي الجابر، ونادي أي زد ألكمار الهولندي مع فهد الغشيان.
في حالة سعود عبد الحميد هناك رغبة، ولكن لا يوجد عرض، وليس من حق وكيل أعماله ولا حتى لجنة وإن كانت رسمية أن تسوق اللاعب وعقده ما زال قائمًا مع ناديه، الحالة تنطبق أيضًا على كل الأسماء التي ترددت، فراس البريكان، أحمد الغامدي، فيصل الغامدي، وأيمن يحيى، إن كان هناك برنامج كما يزعم بعضهم لا بد أن يبدأ بطريقة نظامية، وأن يطرق أبواب الأندية أولًا، طالما العقود ما زالت سارية.
احضر العقد، تفاوض، اشترِ المدة المتبقية بموافقة النادي، لا عبر طرق تثير الشكوك.
لو ترك الأمر لوكلاء اللاعبين لضاع نصف اللاعبين، فهم لا يرون فيهم أكثر من عمولتهم، لا يهمهم إن رحل اللاعب لنادٍ أفضل أو أقل، المهم كم سيحصل عليه في نهاية المطاف، ناهيك عن أن بعض الوكلاء الذين ترددت أسماؤهم غير نظاميين من الأساس.
نريد أن نرسل لاعبًا لأوروبا، هذا جميل، ولكن لا يمكن أن تكون بداية القصيدة كفر، ثم نقول استمعوا، الطريقة التي يدار بها الأمر غير نظامية، وتعلم اللاعب التحايل على النظام لا احترامه، من البداية من سمح للوكيل أو أي طرف آخر أن يتفاوض باسم سعود أو فيصل أو أيمن وعقودهم ما زالت سارية؟ هذا إن كان هناك برنامج فعلًا.
الأمر الآخر، لاعب في سن 25 أو 27 لا يمكن أن ينجح في الاحتراف بالشكل الذي نتوقعه، كم بقي له من العمر في الملاعب لكي ينجح؟ يعرفون محمد صلاح مع ليفربول، ولكن لا يعرفون صلاح مع بازل، ولا السنوات السبع التي قضاها دون نجاح قبل أن ينفجر مع روما، كذلك الحال مع معظم اللاعبين، يحتاجون لوقت طويل للتأقلم، وقت لا يملكه سعود ولا أي من اللاعبين المطروحة أسماؤهم، أنهم يعبثون بمستقبل سعود وعلاقته مع ناديه فيما تبقى من عقده، دون أن يهمهم الأمر، إن لم ينجح قد ينجح غيره، هكذا يفكرون.