ناقد «هلّاس» بأربعة أوجه
الناقد «المربع» هو ذو الوجوه الأربعة، «الأول» ناديه أعظم نادٍ، والوجه «الثاني» يحتاج ظهيرًا ومدافعًا وجناحًا، والوجه «الثالث» الدوري بلا منافسة البطل واحد، والوجه «الرابع» إذا ما تبغون نادينا علمونا نترك الكورة.
في الوجه الأول لا يرى غير ناديه الذي يعتبره درة تاج كل شيء، وفي الثاني يبرر عجزه وأنه ليس فعلًا الأفضل بعدم اكتمال جاهزية فريقه، وفي الثالث يعترف دون أن يتنبه بسطوة المنافس المطلقة، وفي الرابع يلبس رداء المظلومية ويطلق مزاعم كاذبة ووعودًا يكررها عند كل هزيمة، ولا يفي به.
أما رباعية الناقد فهي: ناديه مختطف / الأجانب يطردون الكفاءات السعودية / مشروع التطوير مقصود به نادٍ واحد / أعيدوا نادينا لأبنائه، أما شرحنا للرباعية ففي الأول «ناديه لم يذق يومًا حالة استقرار وكانت تتنازعه تيارات شتى، «والثاني» الأجانب لم يجدوا من يمكن أن يعتمد عليه ولا زال أمامهم وقتًا طويلًا لحلحلة المشاكل المالية والإدارية، «والثالث» النادي الذي ترى أن البطولة مضمونة له ليس ذلك بجديد عليه قبل الاستحواذ وبعده، «الرابع» إن أعادوا النادي لأبنائه فمنهم؟ هل الذين قسموه أم أثقلوه بالديون، أم من أسقطوه من المنصات، أم من هبّطوه للدرجة الأدنى؟
الكلام بالمجان قديمًا، بات اليوم لبعض الفئات بعشرات الألوف لكل ظهور، وبالطبع الناقد «المربع» في مقدمتهم، إذ لا يمكن الاستغناء عن وجوهه المتعددة المتلونة المتقلبة لحاجة الظهور المستمر وتعدد المنصات من ذلك هو ومن مثله، أي ممن يجيدون نفخ ذواتهم وأنديتهم وتصدير الشكوك والكراهية بترويج سرديات «الهلس» مطلب لما يحتاجه الظرف الإعلامي «التائه» وما يراد فرضه على المجتمع الرياضي، خذ مثلًا بكائية صلاحيات «الريس» مع العلم أن أنديتهم «لم تعرف كثيرًا رئيسًا بصلاحيات» طوال تاريخها، لكن مأزقهم اضطرهم لتشكيل «تشويش عام» اسمه «الصلاحيات فين أو صلاحيات ذاك النادي ليه».
مع أن وفي هذه المسألة الأمر بسيط جدًا «الأعضاء الخمسة لشركة النادي يتقاسمون الصلاحيات مع من يستحقها، ويمنعونها عن غيره حماية للشركة الذين عيّنهم ملاكها لإدارتها واستأمنوهم عليها» لكن ذو الوجوه الأربعة لا يريد أن يقر بالحقيقة، ويعتقد أن جمال المفردة وسبك العبارة كافٍ لأن يقنع المتلقي بما يختلقه، ويلفقه و«يسوقه» مع أنه تم الكشف عن «المتحكم الحقيقي بقرارات فريقه الفنية ومن يشكل مجموعة العمل وصنع القرار» لكن الناقد «المربع» اختصر كل ما يعانيه الفريق وجمهوره الوفي في «أن وجّه نقده وغضبه على المنفذ، أو بعض من عناصر الفريق» مع خلط الأمور يسرد قائمة اتهامات باطلة، موزعة على النادي البطل ومن يعملون في المشروع الرياضي الوطني.
الأندية الأربعة الهلال والاتحاد والنصر والأهلي دخلت مرحلة جديدة، وتركت خلفها ما مضى، فمن أراد أن يعيش في الماضي فعليه تأمين أرشيفه من «أسطوانات سيديهات وأشرطة فيديوهات» مع متابعة قناة ذكريات، وقضاء ساعات أيامه للمشاهدة وينفصل عن الحاضر، ومن يريد المستقبل ويهمه ناديه يمكن له ذلك أكثر من أي وقت مضى لم يعشه، أو لم يسمح له خلاله المسيطرون على النادي الاقتراب منه، ليبدأ في متابعة ودعم عملية البناء الجديد الأقل أخطاء وخطايا على ألا يضع في ذهنه أن ناديه بالضرورة سيحصل على كل البطولات والنجوم والمدرج، وألا يوهم «المربع» الجمهور بذلك، لأن تحقيق البطولات ثمنها غالٍ، ليس من عواملها التضليل وادعاء المظلومية، واتهام الغير بالباطل أو إنكار الحقائق لصعوبة ذلك أو استحالته.