كي لا يكون كومان على حق
«تأخذ العاطفة والانفعال المحلل السياسي السعودي، فيخسر سجاله ويظهر ضعيف الحجة»... هذه ملاحظة أبدتها مذيعة برامج حوارية تعمل في إحدى الفضائيات الإخبارية. استرجعتُ مداخلتها هذه وأنا أرصد تفاعلنا مع تصريحات مدرب المنتخب الهولندي رونالد كومان المعارضة لاحتراف مواطنه العشريني ستيفن بيرجوين في الدوري السعودي. ومع تباعد ردة فعل المدرب مع ملاحظة الزميلة أعلاه، إلا أن الجامع بينهما تفاعلنا مع الآخر فيما يتعلق بنقاش الشأن السعودي. فالانفعال ساد، ولغة الحوار غابت.
نحن في الداخل متفاعلون مع الدوري أيما تفاعل، فالمسابقة موجهة إلينا أولًا، ونحن مخلصون لها من قبل ومن بعد، شاهدون على السعي الدؤوب لترويجه للخارج. فهل بلغ هذا السعي مجده؟ هل نحن مقنعون لدرجة لوم كومان؟ لا يظهر أن المدرب الهولندي على إطلاع كافٍ على الدوري، أو ربما كوّن انطباعه الفني من احتراف فينالدوم الحالي مع الاتفاق الرتيب. وقد يكون طغى عليه الجهد التسويقي على الرياضي. لِم لا والكرة السعودية لم تحقق الكثير منذ بقايا الأرجنتين. فمن خسارة قطبي الرياض من سفيان وفريقه، إلى كأس آسيا واستدارة مانشيني، إلى أثر التعمري ويزن في الأول بارك، أو تهديف رونالدو الكبير في روشن، متناقضًا في أدائه مع منتخبه في كأس أمم أوروبا.
مَن منّا سينتظر مباراة لفريقين من وسط روشن على حساب بطولة أوروبية في يوم السبت؟ ومَن منّا سيرى أن دوري أبطال آسيا أعرق من اليورباليج حيث أياكس؟
أرجح أننا قوم نستعجل النتائج، ونطلب من العالم أن يضاهي إيمانهم بمشروعنا بإيماننا، وشغفهم بكرتنا بشغفنا. هل بالإمكان أن نقارن أنفسنا بالإسبان وما يفعلونه من بعد رحيل الدون وميسي؟ ما الذي سنفعله بعد نهاية عقد الهداف البرتغالي الصيف المقبل؟ وانقضاء عقد نيمار سرعان شفائه؟ ما الجاذبية التي سنجدد؟ ولكي لا يكون كومان على حق، فالصبر على ما نفعل، وأن تكون الرياضة صناعة فيها تصدير لا تعتمد فقط على الاستيراد، وفق إنفاق محوكم وفكرة مستدامة، المال عصبه، لكنه ليس كل شيء.