بنزيما في «دوري المزارعين»
احتجت لإجراء عدد من الاتصالات، ولقاء واحد للشروع في كتابة هذا المقال، لم يكن منهم كريم بنزيما، فلم أستطع الوصول إليه. كنت أريد سؤاله، ما الذي يمنعك من التحدث بالعربية؟ أين هي أحلامك التي أفصحت عنها حين وصولك لبلدنا: أريد تحدثها بطلاقة، فهي مهمة لي.
ولمن لم يعرف، فقد امتنع بنزيما للفظ أي شيء بالعربية حينما طلبت منه مراسلة الكأس بعد سباعية الوحدة أن يوجه رسالة للنمور بلغتنا، فانكفأ بقوله بالإنجليزية: ولماذا بالعربية؟ أنا ألعب كرة قدم!.
ما الذي سيحدث لو كان بنزيما في الدوري الألماني، والذي نسخر منه بوصفه «دوري المزارعين؟». معظم أندية ألمانيا مهتمة كحكومتها بعملية إدماج الأجانب واندماجهم، ولذلك تحيل الأندية لاعبيها من غير الناطقين لحصص مع مدرسين خصوصيين لأكثر من مرة في الأسبوع، بل تطلب من اللاعبين أن يتحدثوا إلى زملائهم الأجانب بلغة البلد في الغرف والتمارين، فهناك من يلزم اللاعبين بالتعلم، وهناك من يحض عليها بل هناك من يمتنع عن جلب لاعبين لا يتحدثون اللغة، لرغبة المدرب بأن يتحدث اللاعبون لغة واحدة. وعن ذلك يشدد المدير الرياضي في نادي ماينز كريستيان هايدل في حديث سابق لصحيفة بيلد بقوله: «أي شخص يأتي إلينا من الخارج يجب أن يتعلم اللغة الألمانية بسرعة كمهمته الأولى»، فيما اتخذ مدرب دارمشتات السابق مسارًا مختلفًا تمامًا، فهو يرفض استقطاب أي لاعب لا يتحدث اللغة. فهو يؤمن أن الاندماج يحدث عندما يتحدث الجميع لغة واحدة.
أتطلع إلى أن يكون روشن «دوريًا لمزارعي» اللغة بغرسها في عقول الأجانب، فنحن العربية السعودية مملكة ذات محور ثقافي، ومنبع أصيل للغة، ولا يتسق معنا ما يحدث حاليًّا من قلة الأثر اللغوي الذي نتركه. ولا يبدو أن بنزيما استطاع تحقيق أمنيته اللغوية حتى وهو في ديار قريش منذ عام، وهذه الحادثة من علامات الحاجة لمبادرة ذات فائدة. وكان الله في عون مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، فهو يبادر، فهل تستجيب الأندية؟