مجلس جمهور المنتخب السعودي
كان اللون الأخضر يهيمن ويسيطر على محيط ملعب ريكتانجولار في مدينة ملبورن الأسترالية لقد وصل العديد من المبتعثين في ملبورن في وقت مبكر قبل المباراة بـ 4 ساعات، تحدث العديد منهم معي حول أمر واحد «متى سيصل الجمهور السعودي؟ قيل لنا إنهم سيصلون الساعة 04:00م؟ صحيح؟»، نعم نحن نتحدث اليوم عن مجلس جمهور المنتخب السعودي الذي أصبح ذا صيت وسمعة بين المشجعين السعوديين في مباريات المنتخب، حيث تتنقل هذه المجموعة من المشجعين أينما يلعب منتخبنا الوطني، من الصين إلى أستراليا والآن إلى إندونيسيا.
كنت أسمع عما يقدمونه ولكن لم أركز كثيرًا فيما يعملون، ولكن هذه المرة كان التركيز أكبر منذ خروجهم من أراضي الوطن حتى الوصول إلى الأراضي الأسترالية، عند الـ 04:30 وصل المجلس إلى ملعب ريكتانجولار محملًا بكراتين كبيرة مليئة بقمصان وأعلام المنتخب توزع على الجماهير بالمجان، ليبدأ المجلس بتنظيم صفين للرجال والنساء، للحصول على هذه القمصان والأعلام، حصل الكل بلا استثناء على ما يريدون، بل إن المجلس مجهز بمقاسات مختلفة المقاسات فيما يخص القمصان، لكي يمنح كل سعودي ما يناسبه قبل انطلاق المباراة.
في الزاوية الأخرى بدأ صوت الأهازيج يرتفع، بدأت الجماهير في الاجتماع، وأصبح الأمر وكأنك في محيط ملعب الجوهرة، أصبح اللون الأخضر طاغيًا خارج محيط ملعب ريكتانجولار، وما لاحظته على المجلس هو الاعتزاز بالهوية السعودية والاستعداد للإجابة عن أي استفسار يأتي من أي شخص، بدأت الأهازيج ترتفع والجماهير تجتمع، وأتى الأستراليون من مشجعين وصحافة ووسائل إعلام لالتقاط الصور والفيديوهات، حيث كان المشهد جميلًا والكل يغني ويهتف بالأغاني الوطنية الرياضية التي تتردد منذ قرون، وأيضًا الأغاني الحديثة التي تحصل على رواج بين المشجعين السعوديين.
ثقافة المسؤولين أيضًا لافتة، أتى لي أحد الصحافيين الأستراليين يريد أن يتحدث مع مسؤول من المجلس لكي يفهم تنظيمهم، وكانت المفاجأة بالنسبة لي أن العديد منهم يتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة، أتى منهم شخص تحدث مع الأسترالي لحوالي 10 دقائق يجيب عن كل استفسارات الصحافي بكل طلاقة، وعلى الجانب الآخر ظهر ممثل للمجلس مع التلفزيون الأول الأسترالي للحديث عن المجلس، لقد كان الجميع مستعد للإجابة عن أي استفسار يطرح عليهم.
أكتب المقالة وأنا على رحلتي إلى إندونيسيا، وللصدفة كان المجلس في نفس رحلتي، كان عددهم 48 شخصًا بنظام واضح يلتزم به الجميع، لقد جلس بعضهم عند البوابة وبعضهم الآخر ذهب لجلب مشروبات أو مأكولات، وقبل نصف ساعة من موعد فتح البوابة الكل بلا استثناء تواجد أمام البوابة وفقًا للتعليمات التي قيلت لهم، لقد كانوا سعوديين من كل مكان، من جدة ومكة ومن الرياض والقصيم والدمام والأحساء والخبر، لقد كان الـ 48 شخصًا يشكلون المجتمع الرياضي السعودي بكل حقيقة.
مجلس جمهور المنتخب السعودي قصة من قصص النجاح لشعب عاش وسيظل إلى الأبد عاشقًا لكرة القدم، التي تملك جذورًا راسخة في تاريخ بلادنا، ونستحق أن نصبح قوة عظمى في لعبة كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى في العالم.