2025-03-07 | 02:49 مقالات

العالم الذي نعيش

مشاركة الخبر      

ـ مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، العالم الذي كلما اعتقدت أنني فهمته جيدًا اكتشفت سوء فهمي. اليوم كلما سمعت من يقول: العالم. أقول له أي عالم تقصد؟ هل تقصد عالم الأغنياء، أو الفقراء، أو الموظفين، أو التجار، أو العمال، أو عالم الفن، هناك عوالم مختلفة، صحيح أن فيها تشابهًا، لكن الاختلاف فيها كبير، وكبير جدًّا. أعتقد أن الـ 8 مليارات نسمة يرون العالم بمنظور مختلف، ولا يتشابه عالم الشخص الذي لا يملك ثمن الدواء، وعالم الشخص يشعر بملل من الترف، ولا يتشابه عالم المتعلم مع غير المتعلم، ولا القارئ مع غير القارئ، ولا المطمئن مع عالم الخائف.
ـ في جزيرة هاواي الأمريكية قضى «جوردون كورديرو» 30 عامًا في السجن، لتكتشف المحكمة بعد السنوات الطويلة أنها أخطأت! خرج جوردون إلى عالم متغير، وجد فيه الناس حسب قوله ينظرون دائمًا إلى هواتفهم، حتى الذين يجلسون معًا يذهب جزء من وقتهم في النظر إلى الشاشة!. قال إنه قبل دخوله السجن لم يكن يملك سوى جهاز «بيجر»، كان يُعتبر من آخر ما توصلت له التقنية. لم يتأخر جوردون واشترى هاتفًا حديثًا، لا يعرف استخدامه للآن بصورة جيدة، واشتكى من إصدار الهاتف للأصوات والرسائل. سيدرك قريبًا أن هاتفه الصغير أصبح بديلًا لعدة أجهزة، منها التلفزيون، وأجهزة الألعاب، والمكتبة، والبقالات، والمولات، وآلات التصوير، والرسائل، والصحف والمجلات.
آمل أن يتمكن جوردون من التأقلم مع العالم الجديد، ولا أدري لماذا فصلت إدارة السجن المساجين عمّا يحدث خارج السجن، كان يكفي إبقاؤهم داخل الأسوار، دون حرمانهم من معرفة ما يحدث خارجها. بالمناسبة.. التكنولوجيا التي كانت غريبة على جوردون هي من أنقذت ما تبقى من عمره، لأنها أثبتت براءته بعد تحليل الحمض النووي، وبالتالي تبرئته.
ـ لماذا تتسابق الشركات في تطوير الروبوتات؟ لماذا يبحثون عن بديل للبشر لإنجاز الأعمال؟ لماذا لا يضعون جهدهم في اكتشاف أدوية للأمراض المستعصية؟ آخر أخبار الروبوتات هو ما أعلنت عنه شركة بولندية، تفاخرت أن روبوتها لديه ألف عضلة! ونشرت الشركة فيديو للروبوت وأطرافه ترتعش مثل البشر أثناء ردات فعلهم الجسدية. وقالت إن لدى روبوتها 206 من العظام اصطناعية، وأنه سينافس الذكاء الاصطناعي، بالإضافة لقدرته على إنجاز العديد من المهام منها الأعمال المنزلية اليدوية. لست متأكدًا إن كان سباق الروبوتات هو المسار الصحيح للتطور، في الوقت الذي نفقد فيه أحبتنا المصابين بأمراض عجز العلماء عن معالجتها. لا أشك أن الروبوتات ستملئ العالم بعد 30 عامًا، وقد تتجاوز أعدادها البشر، لكنها مهما تطورت، ستبقى بلا مشاعر، في عالم لا يستمر إلا بالحب.