انتهاء صلاحية «عطوه صلاحية»
مع بسط الهلال نفوذه على مسابقات الموسم الماضي، وتحطيمه الأرقام في أول موسمٍ للتحول الإداري في الأندية الشعبية الأربعة، ظهرت مفردة «الصلاحية» على أوساط الرياضة والجمهور والإعلام كمتهمٍ أوَّلَ لفشل المنافسين في مجاراة الهلال بتحقيق المنجز، أو حتى هزيمته في مباراةٍ.
أنهى الهلال موسمه بتحقيق ثلاثية «الدوري والسوبر والكأس»، ولم يخسر مباراةً واحدةً، وسجل أرقامًا عالميةً في سلسلة الانتصارات المتوالية. كان موسمًا «استثنائيًّا» من المعجز تكراره، لذا سيبقى مما يتم إدراجه بمفاخر الهلال تاريخيًّا، وفي ذاكرة مسابقات اتحاد الكرة عقودًا طويلةً.
استحواذ الهيئة العامة للاستثمار عبر صندوقها على ملكية الأندية الأربعة بنسبة 75 في المئة، وما تبع ذلك من هيكلةٍ إداريةٍ، وتشريعاتٍ، وتنظيماتٍ، وتأسيس شركاتٍ لإدارة هذه الأندية، ودخول جهات السياحة ورابطة الدوري في جلب نجوم عالميين، ومعه تغيَّرت أدوات وآليات العمل الإداري، أدخلت هذه الأندية في اختبارات على الصعيد الإداري والمالي والرياضي، كان نصيب النجاح فيه على قدر واقع وحقيقة كل نادٍ حينها.
عمد التنظيم الإداري إلى الفصل في المهام، وربط التنفيذ برئيسٍ لتحقيق استراتيجية مجلس إدارة الشركة الخمسة المعينين من الجهة المالكة، يرأسهم وينوبه اثنان ممن رشَّحتهم الجمعية العمومية لمؤسسة النادي غير الربحية التي تملك 25 في المئة عليهم ترشيح رئيس تنفيذي، وتعيينه، ومنحه صلاحيات العمل لتنفيذ استراتيجيتها، والوصول لتحقيق أهدافها، ويمكن أفصله كأي موظف في الشركة.
لم يرد في نظام هذه الشركات ما يمنع رئيس مجلس الإدارة، أو الأعضاء من التحرك، أو الأدلاء بأحاديثَ للإعلام لمَن أراد، أو يمنع أن يتم الاستعانة بإداريين ممن يرون أنهم عناصر مفيدة في جهاز الكرة، ولم يمنعهم النظام أن يحضروا المباريات، أو يشاركوا في تتويج فرقهم، وليس هناك مَن يسمَّى رئيس «شركة غير ربحية» كما يردِّد بعض الإعلام والجمهور لأن مَن يرأس الاتحاد والهلال والنصر والأهلي حاليًّا هم رؤساء مجالس الشركات الأربع «لؤي مشعبي ـ فهد بن نافل ـ عبد الله الماجد ـ خالد العيسى».
هذه الإدارات تتحكَّم بالسياسات العليا، وتحديد الأهداف بمقتضى ما يمكن تحقيقه، وما يمكن توفره، وتبسط نفوذها على الرؤساء التنفيذيين المكلَّفين من طرفها، وتتابع وتُقيِّم عملهم، وتتخذ قرارات الفصل في حقهم كما حدث في النصر مع الإيطالي جويدو، وفي الأهلي مع الإنجليزي رون جورلي، كما يحق لهم تعيين رئيس تنفيذٍ، ويعدون الرجوع للجمعية العمومية هو ما يدحض «الصلاحيات» المُطلقة للتنفيذيين التي كان يروَّج لها أنها كانت تعيق رؤساء شركات الأندية من اتخاذ القرارات التي في صالح أنديتها.
فجأةً خفتت نغمة «صلاحيات» مع تردي نتائج الهلال، وتصدر الاتحاد، وتعيين ماجد الجمعان رئيسًا تنفيذيًّا في النصر! والغريب أنهم الآن يطالبونه بأن يكون «كل شيءٍ» في النادي، ولم يعد لرئيس مجلس الإدارة ذكرٌ، أو مَن يطلب منه التدخل كما كان يحدث في السابق حين كان يتم وصف ذلك باستهداف النادي، وتمييز الهلال مع أن رئيس شركة الهلال ابن نافل كان يقوم بدوره الذي لا يخالف لوائح التنظيم، في وقت كان بعض رؤساء شركات الأندية الأخرى يعلم أن ما يعيقه عن ذلك وضع ناديه الإداري والمالي الذي كان يفرض على مجلس الإدارة سياسة إصلاح ليس طرفًا فيها إلى حين. وتم أيضًا فجأةً اكتشاف أن كامل الموسى «الأهلي»، وحسن خليفة «الاتحاد»، وعمر هوساوي «النصر» أعضاء في الأجهزة الإدارية والفنية لأنديتهم، وليس فهد المفرج، وسعود كريري في الهلال فقط.