2025-03-13 | 00:13 مقالات

من الذي يحدد مفهوم سمعة الكرة السعودية؟

مشاركة الخبر      

في كل مرة تحدث أزمة في الدوري السعودي، حتى ولو كانت قضية عادية وتحدث في أي دوري في العالم، يخرج علينا من يهدد ويتوعد بتهمة «تشويه سمعة الكرة السعودية»، ويتمادى في ذلك، ليحذر من أن التعاطي مع القضية حتى ولو كانت بسيطة فيها إساءة لسمعة الكرة السعودية، حتى ولو كان الأمر متعلقًا باحتجاج، أو شكوى ضد لاعب، على سبيل المثال لا الحصر في شكوى النصر المرفوضة ضد العروبة، خرج علينا من يهدد ويتوعد بأن رفضها سيسيء لسمعة الكرة السعودية، وكأن قبلوها لا يفعل ذلك لو أخذنا بمنطقه.

أعتقد، ومثلي كثيرون ممن يؤمنون بأن قوة الكرة السعودية أكبر من أن يهزها خبر أو تعليق، حتى ولو كان مسيئًا، نحن لسنا أبناء اليوم، حتى نضع في اعتبارنا ما يقوله الآخرون، مشروعنا الضخم لن يهزه تصريح لاعب ولا مدرب لا حتى مسؤول.

قبل كل شيء، علينا أن نؤمن أن سمعة الكرة السعودية، مصانة باللوائح والقوانين، وعدم مجاملة أحد، لكي نقول إن لدينا دوريًا تنافسيًا قويًا، عدا ذلك، الكل سيتحدث عن غياب العدالة، وبالتالي غياب التنافسية الحقيقية، فلا دوري تنافسي دون عدالة، هذا ما لا نريده.

التشويه الحقيقي لسمعة الكرة السعودية، لا يأتي من تعليقات أو تصريحات الآخرين حتى ولو كان إعلاميًا، فجبل طويق أكبر من أن يهزه الريح، ولكن ينبع من داخلنا وطريقتنا في التعاطي مع القضايا والقوانين، عندما عاقبت لجنة الانضباط البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد حركته المسيئة ضد جماهير نادي الشباب الموسم الماضي، لم يخرج أحد ويسيء لسمعة الكرة السعودية بل على العكس تمامًا، أكد ذلك للجميع أن هناك قوانين تطبق على الجميع حتى ولو كان رونالدو الشهير، كانت إشادة بقوة القوانين السعودية، لأن تجاهل القوانين ووضع اعتباريات غير رياضية عند تطبيقها، أو تعليقها، هو ما يسيء لسمعة الكرة السعودية.

في كل مرة لابد أن نفهم أن احترام القوانين وتطبيقها هو الأساس الذي يحمي سمعة الكرة، لا تجاهلها، رفض احتجاج النصر كان انتصارًا للقوانين، لأنها بنيت على لوائح ولم تجامل فريق كريستيانو رونالد، هكذا فهم العقلاء الأمر.

حسنًا، أكثر ما يسيء لسمعة الكرة السعودية هي اللائحة النائمة في الكثير من المواقف والبنود، أكثر ما يسيء لسمعة الكرة الأخطاء وغياب العدالة، ومجاملة الآخرين على حساب الحقوق المهدرة، أكثر ما يسيء لسمعة الكرة السعودية، ترك الأمور معلقة، وغياب الشفافية، وانعدام المعلومة الذي يترك الباب واسعًا للأقوال المتضاربة، أمور بسيطة يمكن بها حماية الكرة السعودية.
قضايا كثيرة لم يتم التعامل معها بشفافية، احتجاج الوحدة على النصر مثلًا، لم تكن لجنة الانضباط واضحة في طريقة رفض الشكوى، في تصريحات المدير الرياضي لرابطة المحترفين ضد الهلال، لم تكن الرابطة واضحة في التبرير ولم تعتذر عنه، في غياب نواف العقيدي عن فريقه الموسم الماضي في مباراة العين المهمة آسيويًا، لم يخرج أحد ويوضح ببساطة سبب منع اللاعب، ومن منعه من الأساس، قس على ذلك الكثير من القضايا البسيطة التي كان يمكن حسمها بالوضوح، استمرار هذا النهج هو ما «يسيء لسمعة الكرة السعودية»، هل فهمتم؟ أتمنى ذلك.