2025-03-22 | 01:59 مقالات

المسار الثاني من تخصيص الأندية

مشاركة الخبر      

مع انطلاق المسار الأول من مشروع تخصيص الأندية في يونيو 2023، نكون قد اقتربنا الآن من إكمال عامين على تجربةٍ، نُعوِّل عليها كثيرًا في دفع رياضتنا نحو مزيدٍ من الاحترافية.
صحيحٌ أن المسار الأول، الذي كان موجَّهًا لثمانية أنديةٍ، نصفها من الأندية الجماهيرية الأربعة، شكَّل التحدي الأكبر، كونه يتعامل مع الأندية الأكثر ضجيجًا وتأثيرًا. كانت التجربة جيدةً للأندية المستقرَّة مثل الهلال والاتحاد، ثم النصر، فيما استغرقت وقتًا أطول مع الأهلي.
أما الأندية الأربعة الأخرى، فلا شكَّ أن تجربة القادسية كانت العنوان الأبرز، خاصَّةً أنه لا يزال من المرشحين لإحراز لقب دوري روشن السعودي، كما أنه الأقرب للتأهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة الموسم المقبل، كذلك برزت تجربة نيوم اللافتة التي تعطي تصوُّرًا عن ضلعٍ منافسٍ قوي في الموسم المقبل، فيما يحتاج ناديَا العُلا والدرعية إلى موسمٍ إضافي قبل الوصول إلى دوري روشن.
الآن، نحن على مشارف انطلاق المسار الثاني، الذي أنتظره بترقُّبٍ، كونه يمثِّل المشروع الحقيقي للتخصيص مقارنةً بالأندية الثمانية السابقة، فأندية الزلفي، النهضة، الأخدود، الأنصار، العروبة، والخلود، إلى جانب أندية النجمة، الترجي، الساحل، هجر، الروضة، الشعلة، جدة، والرياض، هي الأحوج إلى تنظيمٍ مختلفٍ، يمدُّها بطاقةٍ تنافسيةٍ جديدةٍ، تصعد بها إلى آفاقٍ أكثر تطورًا. وعلى الرغم من أن هذه الأندية لا تمتلك جماهيريةً كبرى كما هو حال الأندية الأربعة، إلا أن سهولة التأثير فيها، تُعدُّ ميزةً لغياب الأضواء الإعلامية والجماهيرية، ما يتيح تنفيذ تغييراتٍ وحلولٍ سريعةٍ، تدفعها خطواتٍ للأمام، على غرار تجربة القادسية.
رفع مستوى وجودة العمل الإداري الرياضي، وتحسين الأداء المالي للأندية، وخلق فرصٍ وظيفيةٍ، وتطوير البنية التحتية، وجذب المواهب، تمثِّل عواملَ جذبٍ مغريةً للقطاع الخاص، خاصَّةً أن الرياضة، وكرة القدم تحديدًا، لا تزال عاملَ الجذب الأول لفئة الشباب.
عانت أنديتنا الصغرى لسنواتٍ من اعتباراتٍ، لم تُثمر شيئًا، خاصَّةً ممن يتولون رئاسة الأندية بدافع الوجاهة الاجتماعية، أو الظهور الإعلامي، دون رؤيةٍ طويلة الأمد للنجاح المستدام. صحيحٌ أن هناك قصصَ نجاحٍ، تظهر بين الحين والآخر، لكنَّها لا تستمر، وتعود لنقطة الصفر مجدَّدًا، والباطن والفيصلي أفضل مثالٍ لذلك، لا سيما أن الأخير الآن أصبح مهددًا بالهبوط إلى الدرجة الثانية.
هل أنا متفائلٌ بالمرحلة المقبلة؟ نعم، أنا متفائلٌ، لكن الوصول إلى مستوياتٍ أعلى، يتطلَّب وقتًا، لا سيما فيما يتعلَّق بالمنشآت الرياضية والمواهب.
المنشآت في طريقها إلى التحسُّن، مع مشروع كأس العالم ومتطلبات «فيفا» بتوفير 72 ملعبَ تدريبٍ، و14 ملعبًا دوليًّا… لكن قصة المواهب حكايةٌ مختلفةٌ.. ومختلفةٌ جدًّا، وآمل أن يظهر برنامجٌ جذري لحلِّها.