2025-04-30 | 23:40 مقالات

ابن نافل.. الصوت الخافت لا يصنع بطلا

مشاركة الخبر      

أطراف كثيرة تتحمل مسؤولية الموسم الكارثي للهلال، الذي بدأ بشكل مثالي برباعية في شباك النصر قادته لكأس السوبر، تخبطات إدارية وفنية كانت نتيجتها خسارة كأس الملك والبطولة الآسيوية والدوري، أمور كثيرة سلبت الموسم التاريخي للهلال، وحولته من بطل لا يهزم، لفريق يفرح بأنه خسر بثلاثة أهداف فقط، لا روح لا قتال، ولا حتى شبه بالهلال الذي يعرفه الهلاليون.
لا شك أن إدارة النادي تتحمل جل المسؤولية، وأعني بها الإدارة التي تملك القرار لا الإدارة الشرفية التي لا تملك صلاحية إقالة مدرب، أو إبعاد.
حتى التفكير في كأس العالم لم يعد يهم المشجع الهلالي، لأنه يعرف أنه لا صلاح سيأتي ولا حتى فيكتور أوسمين، كلها مسكنات ليتعاقد خصومه مع النجوم بينما ينشغل الهلاليون بالتصميمات ومقاطع الفيديو.
الأصوات التي تعالت وطالبت بعدم دعم الهلال بحجة كأس العالم، كانت أعلى من أصوات الهلاليين، لهذا اتجه الدعم يمنة ويسرة، بعيدًا عنه، لاعبون بمئات عشرات الملايين للأهلي والنصر والاتحاد، بينما سُحب لاعبو الهلال الأفضل لأندية أخرى، فُرغ الهلال من أهم عناصره، وترك وحيدًا مع مدرب عنيد مكابر، يرفض الاستماع لغير صوته.
وكما قال الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس الهلال السابق: «أضعفوا الهلال وقوّوا خصومه»، الصوت الهلالي كان خافتًا، حتى بعد أن رُفض طلبهم في تعويض رحيل سعود عبد الحميد، ظل صامتًا، حتى ومدير رابطة دوري المحترفين يخرج بتصريح كارثي يؤكد أن الهلال سيتعرض للتحديات، ظل صامتًا، حتى انهار كل شيء، بالأمس خرج ويتعذر ويتحمل المسؤولية، جيد ولكن بعد فوات الأوان، الآن لن يقبل المشجع الهلالي برحيل المدرب فقط، يطالب برحيل كل من ساهم فيما حدث للفريق، ليس فقط الخسارة، فهي أمر وارد في كرة القدم ولكن في التراجع المخيف، وفي الانهيار، وفي كونه بات يخسر بالثلاثة، ويقول من الجيد أنها ثلاثة فقط، وهو الذي بدأ الموسم بهزيمة الأهلي والنصر.
منذ منتصف الموسم، بدا واضحًا أن الجهاز الفني لم يعد قادرًا على السيطرة على الفريق، ولا رسم الخطط والمنهجية، خطة مكررة، يمارسها في كل مباراة، وأمام أي خصم، بلا ابتكار، من يعرف البرتغالي جيسوس وتاريخه يعرف ذلك جيدًا، المدرب بلا ابتكار، خطة واحدة، يطالب فيها من لاعب بديل ما يطالب به نجم الفريق، يريد من محمد القحطاني أن يؤدي ذات الدور الذي يؤديه سالم الدوسري.
جيسوس لم يعد جيسوس، فكر تدريب البرازيل ضرب بتركيزه، لم يعد يملك الشغف الذي كان عليه، لم يعد يهتم، المدرب الذي كان يشتاط غضبًا إذا أهدر فريقه الهدف السادس، يضحك ببرود وفريقه يتلقى الهدف الثالث، وكأنه يقول متى يمر هذا الشهر، وجر معه فهد بن نافل الذي كان الرئيس الذهبي للهلال، ولكنه راهن عليه وخسر الرهان، فاحترق معه، حتى وإن لم يكن يملك القرار الفعلي، فهو من يتصدر المشهد، وعليه أن يتحمل غضب الجمهور وحرقته بعد أن دمر ما بناه في ست سنوات ماضية، لدرجة أن قرار إبعاد جيسوس لم يعد يهم.
لا يعني هذا أن الأهلي لم يكن يستحق الفوز، على العكس تمامًا، قدم مباراة تاريخية، ولكن لولا أخطاء جيسوس العجيبة، لكان شكل المباراة مختلفًا، قد يفوز الأهلي، ولكن لن يكون حال الهلال يرثى له كما شاهدناه.