2025-05-04 | 00:30 مقالات

من يمسك بمعصم جارديم إلى العريجاء؟

مشاركة الخبر      

لم أصدق ما رأيته في برنامج ذات مساء. إذ تساخر زميلان ينتسبان للجارين النصر والهلال بشأن المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم. لمز الثاني في الأول أن ناديه الأصفر لم يستطع التعاقد معه، فيما نجح فريقه في جلبه وإقناعه بالمنطقة. زاد النقاش سطحيةً أن مقدم البرنامج استحضر صورة جارديم في منصة الملز، إلى جانب رئيس النصر آنذاك سعود السويلم، ليشعل المزيد من نقاش لا قيمة فيه.

من المعروف أن «منصة الملز» كانت بشرط من المدرب لجس نبض كل شيء، ليدرس قراره إما بهجرة أوروبا أو البقاء فيها. كانت فترة النصر تلك محتقنة، إذ أنهم أرادوا التخلص من الأوروجوياني دانييل كارينو، وجلب مدرب له «صيت» يضاهي جارهم المتعاقد حديثًا مع جورجي جيسوس في ذلك الموسم، بعد رحلات الرئيس السابق سامي الجابر المتكررة إلى لشبونة من أجل إقناعه.

حاول النصر مسك «معصمه» وأخذه للعريجاء، لكن جارديم تجاهل كل مغرياتهم، وعاد لأوروبا، فاستمرت الإدارة في بحث حل لأزمتهم المختلقة وعنوانها: «نريد مدربًا له رونق»، فانصرفوا بعدها للبرتغالي روي فيتوريا في اليوم الموالي لإقالته من بنفيكا. في موسم أعاد فيه المدرب المؤقت الأسمر هيلدر كريستوفاو التوازن، وجهّز الفريق والأوراق والنتائج لمدرب «الصيت» الجديد.

وفي موسم لاحق، أعاد جارهم الأزرق الكرّة مرة أخرى. بعد موسم رازفان الأخير، ورباعية استقلول. ذهبوا للسوق لمحاولة مراضاة جماهيرهم، فوجدوا من رفض جيرانهم، وقد لفظته أوروبا، فتعاقدوا معه لإحداث حوارات بلا مستوى بين الجماهير تشبه الحوار أعلاه. ثم تذكروا رفض تاليسكا لهم، فتعاقدوا مع ماتيوس بيريرا، حتى رقصت جماهيرهم في الأعراس «بيريرا وقّع..». اتضح لاحقًا، حسب لاعبي الهلال ونقاده، أن جارديم لم يكن يلائم الهوية الفنية للفريق.

الواقع أن هذه القصص لا تُروى للترفيه، بل تلخص ذهنية في إدارة التعاقدات لدى ناديين كبيرين. ذهنية يغلب عليها المكسب اللحظي، والضجيج الجماهيري، والصدى الإعلامي، أكثر من التركيز على التخطيط الرياضي المستدام، أو على إنفاق التمويل في موضعه. والمفارقة أن الناديين أصبحا اليوم «أشقاء» لنيوكاسل الإنجليزي، لكن النادي البريطاني أكثر نضجًا في تعاقداته، وأقلّ انجرارًا للمناكفات. لا يحتاج لأن «يرد» على جاره، ولا لأن يزايد في صفقة. هل نادي العريجاء أعلى مكانة في خارطة العالم وتاريخه الكروي من نيوكاسل؟. هل بلغ بهما التوهم لإجابة أيا منهما «بنعم»؟

ها قد غادر جيسوس المقال، وسيلحقه بيولي. والسؤال: هل نعود مجددًا إلى تصرفات غير ناضجة، ولا سيما بعد موسم مخيب لكليلهما؟ وهل سيبقى «الرونق» بوصلة الاختيار، أم وصل الناديان إلى سن التكليف؟. أم يحتاجان لوصاية من الشمال الإنجليزي؟