2025-05-21 | 22:47 مقالات

يايسله والبيضة والحجر

مشاركة الخبر      

يبدو أن مدرب النادي الأهلي الألماني ماتياس يايسله يطبق قصة رواية محمود أبوزيد في فيلم «البيضة والحجر»، الذي جسد بطولته الفنان أحمد زكي رحمه الله، وأخرجه علي عبد الخالق في مطلع التسعينيات الميلادية.
وكانت قصة الفيلم تدور حول أن المجتمع البسيط العشوائي حول خريج الفلسفة الأستاذ الأكاديمي المتعلم إلى ساحر، بسبب أنه سكن فوق السطح في مكان أحد المشعوذين الذي غادر لفترة، وبالتالي حكم عليه أهل الحي بأنه لا بد وأن يحل مكان مشعوذهم السابق الذي غادر المكان.
بعد أن حاول هذا الأستاذ عدة مرات إقناع أبناء الحي بأن من كان قبله ما هو إلا دجال وكاذب... إلخ.
ولكنهم كذبوه، وطلبوا منه أن يحل مكانه، فسار معهم بنفس الطريق، ولكنه كان «جنتل وموديرن» بالبدلة والكرفتة وبدون بخور ولبان وبكلام معسول.
في المقابل استطاع مدرب الأهلي تأهيل فريق خلال عامين، وبمساعدة خمسة لاعبين بلغوا الثلاثين، وبعضهم أشرف عليهم ليظفروا بكأس النخبة الآسيوية كأقوى بطولة في القارة الآسيوية، بعد أن تغلب على الأبطال السابقين، وأبطال الدوري في غالبية بلدانهم بعد أن بلغ الأهلي النهائي مرتين.
ولكن كمدرب تنقصه الخبرة والدراية الكاملة، والكل شاهد على ذلك بعد أن تلقى ثماني خسائر نصفها من فرق غير منافسة البتة، بل بعضها تصارع على البقاء، وفي مقدمتها الفتح والأخدود والخلود والقادسية، ناهيك عن تسلطه على أسماء معينة من اللاعبين المحليين فترة، وإبعادهم فترة أخرى أمثال ريان حامد وعيد المولد وبسام الحريجي وسميحان النابت وعبد الكريم الدارسي، مع العلم أنه هو من قدم لهم الفرصة في مطلع الموسم ولكن فجأة أبعدهم.
بشكل عام من يتحدث عن التجديد معه اتفق معه من أجل الاستقرار، وكذلك أسلوب اللعب الجديد والفكر الألماني العمالي الذي يعتمد عليه، ولكنه حاول التذاكي مع إدارة النادي بعد الظفر بكأس النخبة، ومطالبته التجديد، علمًا أن عقده يتبقى عليه عام وشهر، وهذا لعمري لا يطالب به إلا سماسرة اللاعبين ليظفر هو وموكله بمنافسة مالية يكون لهم فيها نصيب الأسد.
ويايسله بذكائه لعب على البطولة وعاطفة الجماهير الأهلاوية، ولابأس في هذا، ولكن عام آخر أو عامين، وزيادة في الراتب معقولة، وألّا يطمع أكثر، والله يحب المحسنين.