2025-06-29 | 02:21 مقالات

تأمينات علي يزيد

مشاركة الخبر      

يشعر كثر من أهل العلاقات العامة بالزهو وهم يكتبون بياناتهم الصحافية. إنها مواد خلت من اسمها، فلا فيها بيان ولا تقترب من الصحافة بروحها المتقدة بالسؤال. يتمخضون بين الأقسام لفحص ما يرد فيها، وفور أن ترد الموافقة من كل معني، يتنفسون الصعداء ويظنون أنهم من السعداء. أحد تلك البيانات ذلك المشترك الذي أصدرته وزارة الرياضة ومؤسسة التأمينات الاجتماعية بشأن إدراج الرياضيين في نظام التأمينات الاجتماعية، وفيه فرع المعاشات ونظام التعطل عن العمل «ساند». علمت عن البيان وأنا أستمع إليه مباشرة عبر المذياع بصفته عاجلًا أثناء أحد برامج الرياضة، وكان المذيع الذي أخذه وهج البيان يقول: إنها خطوة تاريخية.

لم يكن لدى الزميل الوقت للتمعن والتدقيق والفحص، وأخذ المستمعين معه في سحره لخطوة هرم رياضيون من أجلها. لكن الحقيقة لا تبدو كذلك. فالبيان غير مكتمل ويطرح أسئلة ولم يستقر على جواب وافٍ. كيف لنظام مخصص لمن يخدمون 25 سنة يتسع للرياضيين الذين يتقاعدون في العشرينيات لإصابة أو في الثلاثينيات لكهولة عضلاتهم؟. ألم تعلم الجهتان عن عدم انتظام رواتب السعوديين في أندية روشن وغيرها، فضلًا عن رياضات أخرى؟ هل ستغرم مؤسسة التأمينات الأندية عن كل تأخير شهري في الاستقطاع؟ ثم ماذا يستفيد الرياضي من نظام ساند، ومدة الاستفادة القصوى 12 شهرًا. وإن كانوا سيستفيدون منه من دون الالتزام باستقطاعات 300 شهر من الرواتب، فهذا إخلال بالعدالة الاجتماعية بين المشتركين. وإن كانت نسبة استقطاع الرياضيين أكثر من غيرهم، فهذا كذلك فيه جور على كثير منهم، فالرواتب ليست مرتفعة للكل، ولا حتى منتظمة.

إن كان هذا الإعلان لمرحلة أولى، وسيتبعه تعديل للنظام، فلا يحق لهم أن يخفوا هذه المعلومة، ولا يصح أن توظف البيانات للاحتفاء الإداري. المجتمع يريد شيئًا متكاملًا وملموسًا. ونحن في عالم الصحافة إن تفاعلنا محتفين ببيان فقير، فقد وقعنا في المحظور، وأصبحنا سعاة بريد لا صحافيين، وآلة دعاية لا وسيلة إعلام. وإن كان لدى المؤسستين خلاف ما ورد أعلاه، فدونهما الرياضية لكتابة رد لتنشره بكل ود. أما إن كانتا تكتفيان بإدراج الرياضيين على نظام لم يصمم لهم، فستكون تأمينات باهتة لا تسمن خالد مسعد ولا تغني علي يزيد.