2025-07-12 | 23:17 مقالات

رونالدو باقٍ ويتشرّط

مشاركة الخبر      

كريستيانو رونالدو أحد أعظم مَن مرَّوا على اللعبة. مدَّد أخيرًا مشروعه الرياضي السعودي عبر النصر، وكان في حضوره لحظة استثنائية في مسار دوري روشن، لكنْ تجديده لم يكن بلا ضجيجٍ. لقد اختتم موسمه السابق بمنشورٍ مواربٍ: «أنهيت فصلًا، وسأواصل كتابة القصة». عبارةٌ، فتحت الباب للتأويل، لكنَّها لاحقًا، بدت أنها ورقة ضغطٍ تفاوضية، علم عنها أكثر من 100 مليون متابعٍ. هذا الرقم يكشف عن واحدٍ من أهم أسلحة رونالدو: التأثير الجماهيري العابر للحدود، فحتى في لحظة تفاوضٍ، لا ينتظر بيان النصر، بل يصيغ روايته الشخصية أولًا، ويترك للنادي اللحاق بها.
أمَّا شروط البقاء، فليست بسيطةً: مدربٌ يرضى به، ومديرٌ رياضي يروق له، ولجنةٌ فنيةٌ يختارها! فما الهدف؟ إعادة تشكيل الفريق بإقرار مَن يرحل من اللاعبين، ومَن يبقى، ومَن يأتي. كل ذلك لكي يخدم طموحاته الشخصية مستكملًا زحفه نحو «الهدف الألف» في مسيرته حتى لو لم يتوِّج تلك المواسم ببطولاتٍ! وما شاهدناه في الموسمين الماضيين رمزيةٌ كافيةٌ: لاعبٌ يواصل تصدُّر الهدافين، بينما فريقه لا يزال عالقًا في دائرة الوعد المؤجَّل، وجمهوره يهجر المدرَّجات بعد تردي كل نتيجةٍ.
في المقابل، تلوح في الأفق منافسةٌ رمزيةٌ مع كريم بنزيما، زميله السابق في ريال مدريد، الذي فضَّل رونالدو مبابي علنًا عليه. هل كان ذلك التفضيل رأيًا فنيًّا؟ أم تلميحًا إلى تنافسيةٍ بينهما؟ بنزيما الذي ينشط اليوم في الدوري ذاته، أصبح عنصرًا فاعلًا في صناعة القرار داخل الاتحاد؛ من اختيار المدرب لوران بلان، إلى تشكيل كتيبةٍ فرنسيةٍ، أعادت النمور إلى منصات التتويج. وكأن نجاح الفرنسي أشعل غيرةً، لا يُطفئها سوى أن يفعل ما فعله.
الكرة الآن في ملعب الدون: هل يستطيع أن يصنع من النصر فريقًا منتصرًا؟ وأن يثبت أن نظرته الفنية تتجاوز بنزيما؟ وأنه ليس فقط هدَّافًا، بل قائدًا يعرف كيف يُجدِّد الدماء؟ وأنه كما اعتاد على المنصات، فسيقود فريقه إلى الذهب. إن لم يفعل، فربما تردِّد جماهير النصر أغنية عبد المجيد عبد الله الخالدة: «ضحيت بالدنيا علشان دنياك.. واحسافة... ليتني ما عطيتك».