2025-07-28 | 22:32 مقالات

المستوى 24

مشاركة الخبر      

على غير العادة، يلف الهدوء أعمال نادي النصر هذه الأيام، وهذه حالة لم تكن متوافرة للأصفر سنوات طوال، الآفة التي كانت تنخر في عصب النادي العاصمي الكبير، لم تكن إلا بسبب الفوضى، وحين حضر التنظيم استقر كُل شيء.
لماذا النصر هادئ الآن؟ لمعرفة كيف تحقّق ذلك، علينا أن نعود للعامين الأخيرين، وكيف أن الأخطاء الإدارية الفادحة، دفعت عناصر الخطأ إلى الاستعانة بأشخاص غير مناسبين لتصدير خطاب لم يكن متزنًا على الإطلاق، ما نمّى لغة تضليل هائلة ولّدت ارتدادات أضرت بالفريق، والعاملين فيه.
اليوم، يعمل النادي دون ضوضاء، ودون تسويق لخطوات التنفيذ.
لقد كان الإسباني فريناندو هييرو، ونائبه، وطاقم الإدارة الرياضية في حالة اختراق من أكثر من طرف، وكان التركيز في أضعف مواطنه. كان مجلس الإدارة بلا خبرة، ودون ثقة، فاختلط الجيّد بالرديء على صعيد الترشيحات والتعيينات. لقد كان الوضع أشبه بمجلس مفتوح لا تعرف من يدخله ولا من يخرج منه.
إن تجربة النصر لابد من الوقوف عندها. علينا أن نتذكّر الإيطالي جويدو فينجا، والمدربين، وعناصر التوظيف، والوظيفة، والاستشارة. لقد كانت الأمور في قطب العاصمة، كما سوق يعجّ بالباعة والمشترين. كُل شيء قابل للاحتمال، والرفع، والنزول. كانت الأمور تسير هكذا، إلى أن انتهى عقد كريستيانو القديم وبدأ الجديد. تغيّرت الأسماء، وغاب صوت خِداع الجماهير. إبقاء الفوضى غنيمة لا مثيل لها عند البعض. الآن المسرح في حال إغلاق. رحلت الوجوه القديمة، وابتسم الجميع، وإن بقيت بعض السحنات، فإن المرحلة ستجرفها كما سيلٍ عرم.
هذه الأيام، المعسكر منضبط في النمسا. البرتغالي العجوز جورجي جيسوس لا ينام في الصباح، ولا يُكثر من حفلات الشواء في اللّيل. التدريبات كما لو في كتيبة عسكرية، ولا «جاكارو»، ولا «بلاي ستيشن». الدقيقة التي تمرّ دون حساب المتر المُربّع، يسقط صاحبها عن المجموعة. الركض الذي كان يؤديه «دوبلير» حلّ محلّه المُنفّذ الحقيقي، والوقت لا يضيع. لم تأتِ النتائج بعد، لكن الصوت الذي يُضلّل صمت. والممرّات لم تعد تؤدي إلا إلى ساحة العمل. ساعة النصر عند المستوى 24.