ارتفاع نسبة الرياضيين في السعودية
تبرز قطاعات الرياضة، الترفيه، والهوايات كمحركات رئيسية لتحسين نمط الحياة في السعودية، وتحقيق تطلعات رؤية السعودية 2030 في بناء مجتمع حيوي، متنوع، وملهم.
وبحسب التقرير السنوي لبرنامج جودة الحياة 2024، فقد شهد العام الماضي تحولات نوعية في هذه القطاعات، بقيادة جهات تنفيذية فاعلة تشمل وزارة الرياضة، وهيئة الترفيه، ومنصة هاوي، التي لعبت دورًا محوريًا في تفعيل المبادرات والمشاريع وتنمية المشاركة المجتمعية.
أظهر قطاع الرياضة خلال عام 2024 تقدمًا ملموسًا في مختلف المسارات، بدءًا من المشاركة المجتمعية، وصولًا إلى الإنجازات الدولية. فقد ارتفعت نسبة ممارسي النشاط البدني المنتظم (150 دقيقة أسبوعيًا) إلى 58.5% من إجمالي البالغين، وهو رقم غير مسبوق يعكس التحول في وعي المجتمع بأهمية الرياضة كأسلوب حياة.
كما لعبت أكاديمية مهد دورًا محوريًا في اكتشاف أكثر من 1100 موهبة رياضية، ضمن أكثر من 84,000 موهبة شملها المسح الوطني، وقد تُوّج هذا المسار بتأهل عدد من اللاعبين السعوديين للاحتراف في أندية أوروبية، حيث انضم لاعبان إلى نادي تريفيزو الإيطالي، ولاعبان آخران إلى نادي جيرونا الإسباني، فيما انتقل عدد من لاعبي أكاديمية مهد لكرة القدم إلى برنامج الإعاشة التخصصي بمنظمة مارسيت في برشلونة، مما يمثل نقطة تحول نوعية في التمثيل السعودي الاحترافي، ويؤكد على تحول الرياضة من مجرد نشاط إلى مسار مهني مستدام.
في البنية التحتية، توسعت أندية الحي لتصل إلى 45 ناديًا موزعة في أنحاء السعودية، وانضم أكثر من 103 ألف مشترك.
وبرزت السعودية كمركز عالمي للرياضة من خلال استضافة بطولات دولية رفيعة، منها كأس السوبر الإسباني والإيطالي، وسباق طواف العلا للدراجات الهوائية. وتُوّجت هذه الجهود بتحقيق الرياضيين السعوديين 94 ميدالية تنوعت بين ذهبية وفضية وبرونزية في بطولات إقليمية وعالمية، إلى جانب إنجازات بارزة في الألعاب البارالمبية، كما شهدت ارتفاع عدد الرياضيين المشاركين في الألعاب الأولمبية إلى 8 رياضيين، بنسبة تحقيق تجاوزت 114%، إضافة إلى زيادة عدد أماكن تنفيذ الفعاليات الرياضية إلى 3143 موقعًا، بنسبة تحقيق للمؤشر بلغت 282.69%.
وشهد قطاع الترفيه توسعًا غير مسبوق في عام 2024، ليصبح ركيزة اقتصادية واجتماعية وثقافية. فقد ارتفع عدد الأماكن الترفيهية المرخصة إلى 739 مكانًا جديدًا، من خلال منصة "بوابة الترفيه"، وهو ما وفّر فرصًا استثمارية نوعية وجذبًا للسكان والزوار على حد سواء. وعلى صعيد الفعاليات، نُظمت 40 فعالية فريدة في 13 مدينة سعودية، محققة بذلك100% من المستهدف، مما أعطى بعدًا وطنيًا للبهجة، وحوّل المدن إلى منصات للإبداع والتجربة.
وفي مظهر آخر للتوسع العمراني، زادت مساحة المولات المخصصة للفرد إلى 0.92 م²، بنسبة تحقيق قاربت 99%، وهو ما يترجم التحسن في البنية التحتية الترفيهية. أما من حيث تمكين الكفاءات، فقد أتاح قطاع الترفيه أكثر من 16 ألف فرصة توظيف مباشرة للشباب والشابات، وتخرّج 110 شابًا ضمن برنامج "قادة الترفيه"، كما استقطب الملايين من الزوار في مناسبات رياضية وترفيهية كبرى، مثل مواجهة "إعادة نزال" الوزن الثقيل بين فيوري وأوسيك، وجوائز "جوي أواردز". كذلك، كانت حملة "انسجام عالمي" حدثًا محوريًا في إشراك الوافدين ضمن المشهد الترفيهي، حيث نظّمت فعاليات مخصصة لـ11 جالية من مختلف دول العالم، في احتفال بالتنوع الثقافي والاجتماعي.
أما قطاع الهوايات تحوّل خلال العام إلى مساحة وطنية للابتكار والتنوع، يعكس تنوع المجتمع السعودي، حيث ارتفع عدد أندية الهواة إلى 1,026 ناديًا، متجاوزًا المستهدف بنسبة 131%، فيما شهدت منصة “هاوي” تسجيل أكثر من 78 ألف عضو تغطي 218 هواية مختلفة، موزعة على 77 مدينة ومحافظة، ضمن مشهد مجتمعي نابض بالتفاعل. كما نُفذت أكثر من 1171 فعالية ومسابقات للهواة في مجالات الشطرنج والبلوت والفنون البصرية والسينما، مما عزز روح التنافس والإبداع، وأدى إلى زيادة بنسبة 160% عن العام الماضي..