2025-08-02 | 22:40 مقالات

صراع لتوثيق الرسمي والسردية الشفهية

مشاركة الخبر      

توثيق تاريخ الكرة السعودية يعني أنه سيكشف عن أول نادٍ تأسس في المملكة العربية السعودية، وهو الجدل الذي دار بين عدد ممن تصدوا لتاريخ نشأة لعبة كرة القدم، وبالتالي تأسيس الأندية في البلاد، التي راوحت بين الاتحاد والوحدة ولا أظن أن الإعلان الرسمي سينهي الجدل، ينسحب ذلك على سجل البطولات وتسمياتها وتصنيفها، لأنه في النهاية ستتغلب «سردية» المجتمع الرياضي «الشفهية» على نتائج لجنة التوثيق «الرسمية».


فالأهلي سيظل «قلعة الكؤوس»، والهلال بطل أول دوري يقام لأندية الدرجة الممتازة 1977م، والاتحاد «العميد» الذي تأسس أولًا 1927م، تمامًا كما كان تاريخ تأسيس أندية مدينة الرياض «رسميًا» في سجلات الإدارة الرياضية بوزارة الشؤون الاجتماعية «موحدًا بتاريخ 1960م»، بينما لا تعترف هذه الأندية بهذا التاريخ وتكتب خلافه «علانية» على صدر قمصانها وأعلى مطبوعاتها وبوابات مقراتها إلى يومنا هذا؟!.


هذا لا يعني أن عمل توثيق تاريخ الرياضة أو لعبة كرة القدم لا يستحق الاهتمام، لكن ولأنه لن يخلوا من الأخطاء كما هي كتابة أي تاريخ، هذا سيعزز ما تعارف عليه «المجتمع»، كما ليس بالضرورة أن يسلم به كحقيقة لا تقبل الجدل، أو الرفض، وقد يتم نقضه بعد حين لأي اعتبار بضغط أو اقتناع يشابه أجراء التوثيق نفسه بغرض التصحيح كطبعة ثانية، وهكذا خذ مثلًا ما أعلن عنه «فيفا» مؤخرًا وهو قرر الاعتراف بتشيلسي، الفائز بكأس العالم للأندية 2025 بعد الفوز 4-0 على باريس سان جيرمان، كأول بطل «رسمي» للعالم وتجريد 11 ناديًا من هذا اللقب سبق له أن حصل عليه من 2000م؟


معنى هذا أن القرار وأنا أنقل عما تم تداوله صحافيًا: «فيفا لم يعد يُعترف بأبطال العالم السابقين، مثل ريال مدريد صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالبطولة «5 ألقاب»، بالإضافة إلى برشلونة «3 مرات» وبايرن ميونيخ وكوريثينا «مرتين لكل منهما».
وتشمل القائمة أيضًا ساو باولو «2005» وإنترناشيونال البرازيلي «2006» وميلان «2007» وإنتر ميلان «2010» ومانشستر سيتي «2023» وتعوضهم بلقب استحدث وهو «بطل القارات» عوضًا عن بطولة قديمة أقيمت ولعبت، وجرى التنافس على لقبها تحت مسمى، «كأس العالم للأندية» قبل أكثر من ربع قرن!.


ليس ذلك فحسب، بل أسقط بطولة 2000م التي كانت تعد أول مسابقة لمونديال الأندية، وأقيمت في البرازيل، واعتبر أن نسخة 2025 التي تُوج بها تشيلسي، هي الأولى بنظامها الموسّع الذي ضم 32 ناديًا، ويُنظر إليها على أنها البداية الحقيقية لكأس العالم للأندية، وهو قرار يكشف الهوه بين المنظمات الأهلية والقارية والدولية، وجمهور اللعبة والمجتمع الرياضي، حيث ترى هذه الجهات أن اعتبارات التسويق والمال، وحسابات صناديق الاقتراع والتمسك بالكراسي، مقدمة على أعراف وتقاليد كرة القدم وولاء الجمهور للأندية، وللذاكرة التاريخية التي تصنع للأندية والمنتخبات واللاعبين، وللعبة القيمة، والشهرة، والخلود.