2025-08-09 | 00:20 مقالات

كلام «ويك إند»

مشاركة الخبر      

* قرأت عن الذاكرة، وفهمت أننا عندما نتذكر شيئًا، فإن الدماغ لا يستعرض التسجيل كما هو، بل يعيد بناء المشاهد من جديد، وهذا يعني أن الذكريات قابلة للتحريف دون أن نشعر! لم تكن المعلومة مفرحة بالنسبة لي، حتى وإن كان الدماغ يحاول إسعادنا في تجميل بعض ذكرياتنا، من المؤسف معرفة أن بعض الذكريات العزيزة محرفّة! بالمناسبة.. يقدّر العلماء أن الدماغ قادر على تخزين ما يعادل 3 ملايين ساعة فيديو. بالنسبة لي ومع كثرة النسيان، لا أعتقد أن في دماغي أكثر من 100 ساعة.. ومحرّفة!.
* في مطلع الثلاثينيات من عمري كنت كثير السفر، جواز سفري عبارة عن أختام دخول وخروج، كنت لا أتردد بالسفر إذا ما قررت ووجدت طائرة ستقلع بعد ثلاث ساعات. لا أعرف ما الذي حدث لي منذ سنوات قليلة، أصبح السفر ثقيلًا عندي، أؤجله قدر استطاعتي، وأُلغيه إن تمكنت. صرت كلما نظرت إلى طائرة في السماء أقول لركابها: الله يعينكم. فكرت في سبب التحوّل، ولماذا لا أطيق السفر، لم أجد إجابة مقنعة، ربما استنفدت طاقة السفر مبكرًا، أو لأني صرت أجد راحتي في عدم الابتعاد عن المكان الذي أستقر فيه. لكني ممتن لتلك الرحلات التي عرفتني على العالم الواسع، وعلمتني أن الطيبين في كل مكان، وأن ما يجمعنا نحن البشر أكبر بكثير مما يفرقنا، حتى وإن اختلفت اللغات وألوان البشرة.
* لكل زمان أسئلته، في طفولتنا كنا نُسأل عن المهنة التي نود أن نكون بها عندما نكبر، وبالطبع كان الدكتور والمهندس والطيار هم أحلام معظم الأطفال العرب. يختفي هذا السؤال عندما نكبر، ويحل بديله: ماذا لو عاد بك الزمن.. ما الذي ستغيّره.. ما الذي ستفعله.. والذي لن تفعله؟. ومع أني أجبت على هذا السؤال عندما بلغت الأربعين، وأجبته في الخمسين، إلا أني اكتشفت متأخرًا أن الإنسان طالما كان على قيد الحياة، يستطيع تحقيق ما ندم على عدم تحقيقه، أو على الأقل تحقيق ما يوازيه. ربما أهمية الإجابة على هذا السؤال لا تكمن في إعطاء عصارة التجربة الماضية، بل بالبدء في تحقيق ما فاتنا، أو شيء منه.