«منصور يا أغلى شعار»
الحلم ليس سعوديًّا فقط، بل هو مشروعٌ نخطط له بدقةٍ، ونعمل من أجله بكل عزمٍ، ثم نحققه على أرض الواقع. لم تعد مشاركاتنا في البطولات الكبرى مجرد طموحاتٍ مؤقتة، أو أهدافٍ عابرة، بل أصبحت مسؤولية وطنية، ومصدر فخر لأبناء هذا الوطن.
إن منتخبنا السعودي لا يمثل فقط كرة القدم، بل ويُجسد أيضًا تطلعات شعبٍ بأكمله، وعلينا جميعًا أن نُدرك قيمة هذا المنتخب وما يقدِّمه من تضحياتٍ وجهدٍ في سبيل رفع راية المملكة عاليًا في المحافل الدولية. لقد تجاوزنا مرحلة الفرح بالتأهل فقط، فالتأهل إلى كأس العالم لم يعد إنجازًا بحد ذاته، بل هو خطوة أولى على طريق الإنجاز الحقيقي، وهو الوصول إلى الأدوار المتقدمة، والمنافسة الجادة بين كبار المنتخبات.
اليوم، أمام لاعبينا مسؤولية عظيمة في مواجهتي المنتخب الإندونيسي والمنتخب العراقي في إطار التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم. مباريات لا تحتمل التهاون، ولا تعترف إلا بالعطاء الكامل والقتال حتى الدقيقة الأخيرة، فالمنافسة تشتد، والطريق إلى كأس العالم يمر عبر هذه اللحظات المفصلية.
ميزة الأرض والجمهور تصبُّ في مصلحة منتخبنا، وعلى اللاعبين أن يدركوا أن خلفهم ملايين القلوب التي تنبض دعمًا وتشجيعًا. الجمهور السعودي لم يكن يومًا مجرد مشجعٍ، بل كان اللاعب رقم 12 في كل المحافل. واليوم، تتوحَّد القلوب مجددًا خلف الأخضر على أمل أن نشهد أداءً يُعبِّر عن هوية المنتخب وطموحاته.
كل ما نتمناه هو أن يُقدِّم اللاعبون كل ما لديهم في الملعب بعزيمة لا تلين، وروح لا تنكسر، فاللحظة الآن، والتاريخ يُكتب من جديدٍ، وكما خططنا، علينا أن نُحقق، لأن الحلم لم يكن يومًا حلمًا فقط، بل رؤية وطن وإرادة أبطال.
لقطة ختام:
على مدرب المنتخب واللاعبين أن يستشعروا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فاليوم لا مجال للتردد ولا وقت للتجربة. عليهم أن يُقدِّموا كل ما يملكون من جهد وروح وإصرار، لأن مثل هذه المباريات لا تُلعب، بل تُكسب. هي لحظة حسم ومَن أراد المجد، عليه أن يقاتل من أجله حتى النهاية.