|


الكعبي.. دمّر ناديه الزلزال.. وأصبح كابوس الإنجليز

المغربي أيوب الكعبي، ‏مهاجم أولمبياكوس، يحتفل مع زميله اليوناني كونستانتينوس فورتونيس بعد تسجيله الهدف الثاني في مرمى أستون فيلا 9 مايو 2024 (الفرنسية)‏
بيروت ـ الفرنسية 2024.05.11 | 01:38 pm

خمسة أهداف في أسبوع واحد لأيّوب الكعبي كانت كفيلة بجعل المهاجم المغربي يخطف الأضواء ويصبح كابوس فريق أستون فيلا الإنجليزي الأول لكرة القدم والإسباني أوناي إيمري، مدرّبه المتخصص بإحراز الألقاب القارية، بعد أن قاد أولمبياكوس اليوناني، الخميس، إلى تحقيق مفاجأة ببلوغ نهائي مسابقة دوري المؤتمر الأوروبي.
ومع أنّ الكعبي لا يُعدّ لاعبًا صغير السن «30 عامًا»، إلا أنّ ليلتيه الأوروبيتين قد تكونان شرارة انطلاقة متأخرة نحو نجومية مختلفة.
بالنظر إلى مسيرة الكعبي، لم يكن بالسهولة توقع بروزه على الساحة الأوروبية وفي مواجهة قوية كما حصل ضد أستون فيلا، فبعد أن دكَّ مرمى الأخير بثلاثية نارية في لقاء الذهاب خارج قواعده في فيلا بارك «4ـ2»، في موسم يقدّم فيه الفريق الإنجليزي أفضل عروضه، عاد وسجَّل هدفين في مرمى إيميليانو مارتينيس، حارس منتخب الأرجنتين الفائز بكأس العالم 2022، التي وللمفارقة غاب عنها الكعبي.
لم يحظَ أيوب قبل وصوله إلى أولمبياكس بمسيرة مستقرّة، فهو عانى الأمرين كي يفرض نفسه بطريقة تسمح له بالانضمام إلى نادٍ أوروبي كبير، على الرغم من سجله التهديفي الرفيع في محطاته السابقة.
وعزّزت الأهداف الخمسة من رصيد مشجّع ريال مدريد الاسباني الذي يخوض مشاركته القارية الأولى الموسم الجاري، إلى 10 أهداف في 8 مباريات بالمسابقة القارية.
كما أحرز هدفه الـ 15 في 18 مباراة في أوروبا الموسم الجاري «من ضمنها الأدوار التمهيدية وصولًا إلى دور المجموعات في الدوري الأوروبي يوروبا ليج، حيث احتل أولمبياكوس المركز الثالث في مجموعته»، ليصبح أكثر لاعب يسجّل في مسابقة قارية الموسم الجاري.
ولم يسبق لأي لاعب إفريقي أن سجَّل هذا العدد من الأهداف في موسم واحد ضمن أي من المسابقات القارية.
كما كان الكعبي قد أصبح أوّل لاعب يسجل ثلاثية «هاتريك» في الدور نصف النهائي لهذه المسابقة الذي حسمه أولمبياكوس 6ـ2 بمجموع المباراتين.
وضمن أولمبياكوس خوض المباراة النهائية في عاصمة بلاده، 29 مايو الجاري، ضد فيورنتينا الإيطالي، وصيف النسخة الأخيرة، المتعادل مع مضيفه كلوب بروج 1ـ1، الأربعاء، بعدما فاز 3ـ2 ذهابًا في فلورنسا.
وقال الدولي المغربي الكعبي بعد نهاية المباراة لقناة كوسموت «إنها لحظة كبيرة، لقد تغلبنا على العديد من الصعوبات للوصول إلى هذه المرحلة».
وتابع «كنّا مركّزين للغاية في المباراتين.. كنّا نعلم أن أستون فيلا فريق عظيم، لكننا وثقنا في قدراتنا».
وأردف الكعبي الذي قاد فريقه إلى نهائي مسابقة قارية للمرّة الأولى في تاريخه «أتمنى أن نلعب بشكل جيد في النهائي».
وقبل وصوله إلى أولمبياكوس صيف عام 2023، لعب الكعبي لموسمين مع هاتاي سبور التركي، الذي كان فعليًّا محطته الأولى في أوروبا.
خلال هذه الفترة، نجح في تسجيل 26 هدفًا في 55 مباراة، إلا أن موسمه الثاني مع الفريق وصل إلى نهاية مبكرة بعد أن انسحب من الدوري، بسبب الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وأدى إلى تدمير مقر النادي، ولإنقاذ موسمه، انضم الكعبي إلى نادي السد القطري، حيث سجَّل معه 6 أهداف في 13 مباراة.
وفي الصيف الماضي، توصل الكعبي إلى اتفاق مع نادي أولمبياكوس، لينضم إليه في صفقة انتقال حرّ، وهنا بدأت حكاية التألق، إذ يحتل حاليًّا صدارة هدّافي الدوري اليوناني، وهذا ليس بأمر غريب للاعب كان هدّاف الدوري المغربي في موسم 2020ـ21 برصيد 18 هدفًا.
سيكون الكعبي الذي يعد محمد التيمومي أفضل لاعب مغربي في التاريخ، على موعد بالغ الأهمية في حال تمكن من قيادة فريقه إلى لقبه القاري الأول على الإطلاق في المواجهة النهائية أمام فيورنتينا.
الكعبي بعث برسائل متعدّدة الاتجاهات رفعت أسهمه على صعيدي الأندية والمنتخب المغربي، الذي غاب عن مشاركته التاريخية في مونديال 2022 قبل استدعائه من المدرب وليد الركراكي لخوض كأس أمم إفريقيا الأخيرة.