فن لايتقنه الكثيرون

الشيء الجميل في بعض مسؤولي القنوات الرياضية السعودية هو الاعتراف بالحق والتجاوب السريع حتى في حالات النقد لسلبيات القناة من قبل الإعلاميين، وربما تأتي هذه الشفافية من قبلهم من رجالات الإعلام بسبب الخبرة المميزة التي اكتسبوها على مر سنوات من الاحتكاك بالإعلاميين والتي عرفتهم أن خسارة هذا الصحفي أو ذاك المذيع أو غيرهم من زملاء المهنة ليس بالأمر الجيد الذي يتم الخروج به عن عالم الإعلام، وما دام النقد هادفاً بناءً بعيداً عن تصفية الحسابات فهو أمر جدير بالاحترام والتقدير.
خالد الدوس وغانم القحطاني ومهدي المزارقة أمثلة مميزة في التعامل الراقي من مسؤولين وضعوا لخدمة الإعلام والإعلاميين والجمهور الرياضي، فعلى الرغم من حجم الانتقادات الموجهة للقنوات إلا أنهم يسيرون بالركب إلى بر الأمان ويستفيدون من تلك الانتقادات وللسير بالمركب إلى بر الأمان، ولو كان غيرهم في مكانهم أو حتى في مناصب إعلامية أخرى لأغلق الأبواب وحظر الاتصالات وقطع الأرزاق وصفى الحسابات.
تقبل النقد في الإعلام الرياضي فن لايتقنه إلا البعض وبالتالي لابد من مراجعة الحسابات من قبل أولئك وتعلم الدروس من ذوي الخبرة لأن العملية الإعلامية مشتركة بين الجميع من صحافة وتلفزيون وإذاعة ولابد من تعاون الجميع في سبيل تقديم مادة مميزة للقاريء والمشاهد والمستمع على حد سواء، ففي كل الحالات متى ما انقطع حبل التواصل بين أي من أحد أضلاع العملية الإعلامية فالضحية هو المتلقي وذلك بسبب اختفاء المادة الرياضية التي ينتظرها من صناع تلك المادة، وفي النهاية تقبل النقد هو أساس النجاح والأمثلة الثلاثة التي ذكرتها تواصل عطاءها بسبب ذلك النجاح.