عشرة ملايين ناقد سعودي بتويتر
كان وإلى وقت قريب يردد بعض المدربين العالميين الذين يمرون من بوابة المنتخب المصري لكرة القدم، أن مصر بلد الستين والخمسين مليون مدرب، على اعتبار أن باب النقد الفني للمنتخب المصري باباً مشرعاً وحقاً مكتسباً لكل مواطن مصري وحتى ولو كان الناقد أو الناقدة لا يفقه من كرة القدم إلا اسمها، وعزز من هذا التوجه الحرية في الإعلام المصري خاصة في المقروء منه والتي لا تتوفر في أي بلد عربي آخر.
فاختلط في مصر العروبة الحابل بالنابل وأصبح الكل يقيم الأداء الفني لمنتخب البلد ولاتعرف من هو الناقد البصير من الناقد الغفير؟
هنا في السعودية ومع طفرة تويتر أصبح الكل يكتب ويجلد في منتخب الوطن بل في عموم أركان الرياضية.. وأصبح الواحد منا نحن (التويتريون) نقيم أداء الأخضر مع كل هجمة بتغريدة عاجلة.. ويمكن أن نبني أسباب الخسارة حتى قبل صافرة البداية. ونفند أسباب إخفاق المدرب باختيار العناصر المناسبة.. وحتى والأخضر يسجل هدف السبق باللقاء.. كما حدث أمام العراق مساء يوم عيد الأضحى المبارك.
مع ريكادر المدرب الهولندي والمصنف بالعالمي كما يقال خسرنا من منتخبات كانت تصنف في (فيفا) بالمنتخبات الضعيفة.. وعرف الأخضر التصنيف المئوي بل وما بعد المائة مع فريق ريكارد والمسحل محمد، والآن وفي التصفيات الآسيوية المؤهلة لأمم آسيا٢٠١٥ نتصدر مجموعتنا التي تضم منتخبات الصين والعراق وإندونيسيا وبالعلامة الكاملة من الدور الأول ومع ذلك مازال البعض يمارس سياسة النقد التويتري بذات الطريقة.
نعم نتفق جميعاً بحب الوطن ولكن أليس من الحب ما قتل؟
دعونا نفرح لو مؤقتاً حتى وإن كان مستوى الأخضر على قولة البعض ما يطمن أو بالعامي مدربه الأسباني لوبيز(يمرش).
خلونا نتفق على الأقل أن الصقور الخضر في الطريق الصحيح وأن خطوة الألف ميل نحو استعادة الهيبة المفقودة وزعامة القارة الصفراء نجحت في خطوتها الأولى بتقدير ممتاز رفعاً للمعنويات (يا جماعة)..أخيرا دعونا نتجنب خلط الميول لأنديتنا بحب أخضر الوطن. فربما أقول (ربما).. وصلنا إلى نقطة تلاقي تدعم المنتخب الوطني.
هنا في جاكرتا سألت العشرات في أماكن متفرقة عن منتخب إندونيسيا وتعادله المثير مع التنين الصيني في ذات التصفيات .. فكان جواب الكثير والكثير منهم مانعرف عن وضع المنتخب أي شيء ولا نتابع التصفيات.