حتى لا نخسر النفيسة
لا يستطيع أحد الجزم مهما أعطي من النباهة والفطنة أن يقول بتعمد الزميل المعلق الكروي أحمد النفيسة بوصف جماهير فريق الهلال الكروي (بجماهير الزعيق) في الكلمة العابرة التي خرجت من حلقه وهو يصف مباراة فريقي التعاون والهلال في الجولة الماضية من دوري عبداللطيف جميل، والتي بسببها تم إيقاف المعلق حتى إشعار آخر مع اعتذار رسمي من القنوات الرياضية والمعلق النفيسة لكافة الهلاليين على اختلاف مشاربهم.
فالمبررات التي ساقها لي الصديق والمعلق النفيسة ونشرتها "الرياضية" يوم أمس على لسانه تبدو مقنعة للكثيرين بأنه خرجت هذه الكلمة منه عنوة دون قصد، وإذا ما سلمنا برأي البعض من أن النفيسة قالها متعمدا لتنفيذ وعد بالتحدي بينه وبين أصدقاء له، فنقول(حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له)، فهذا المعلق المتميز في حضوره دوماً بدأ يصعد سلم الشهرة ويحجز لها مكانة مرموقة في خارطة المعلقين الخليجيين القادمين للساحة بقوة وليس أحمقاً ليبيع مستقبله في هذا المجال في لحظة تجلب له المشاكل وربما تجعله بين عشية وضحاها نسياً منسياً.
ولكي لا نخسر معلقا متميزا اكتشفته القنوات الرياضية وصبرت عليه وصقلت موهبته ومنحته الفرص المتتالية لتطوير نفسه. فأرجو ألا يطول غياب هذا الصوت العذب والحماسي عن التعليق. ويكفي أنه لم يكابر في هذا الموقف، بل بادر بالاعتذار العلني مباشرة وتقبل قرار الإيقاف بصدر رحب. وأن تكتفي القنوات الرياضية بإيقافه مدة ليست طويلة، مع تقديري التام لغضب الهلاليين وسخطهم من هذا الوصف الذي أطلقه منذ زمن بعض المتأزمين إعلاميا من خلال منابر وقنوات إعلامية فتحت لهم أبوابها ليصبوا من خلالها الزيت على النار، ويزيدوا من احتقان وتأجيج الجماهير الرياضية.
الغريب في الأمر أن هناك من شدد وبالغ في التأكيد على هلالية المعلق النفيسة خلال مجريات هذه المباراة. وبعد الكلمة هذه أيضا انقبلوا عليه بدرجة 180 وقالوا النفيسة نصراوي أراد أن يغيظ جماهير الزعيم عبر منبر الناقل الرسمي والحصري للمباراة، فيما أكد لي المعلق أن ميوله يحتفظ بها قلبه، وأنه مازال متأثرا من ثمانية ألمانيا في مرمى الأخضر.