عادل عزت: التسويق جوهرة لم تمسح والبطي الأمين
"أعتقد أن كرة القدم تعيش عند مفترق طرق، ومستقبلها متوقف على ما ستسفر عنه الأيام المقبلة".. بهذه الكلمات بدأ المرشح لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عادل عزت أول حوار منذ إعلانه ترشحه في الانتخابات المقبلة.
وأوضح أنه سيقدم 30 مبادرة في برنامجه الانتخابي تنفذ خلال 18 شهراً وفق آلية زمنية محددة.. وقال:" عدم تنفيذ المبادرة وفق البرنامج الزمني سيكون السبب الأول لتقديم استقالتي ومغادرة الاتحاد".
وأكد عزت في حواره مع "الرياضية" أن هذه المبادرات تلمس كل جانب من جوانب كرة القدم وستكون أهم مسببات رفع مداخيل الأندية بكافة فئاتها ودرجاتها، مشيراً إلى أن تحقيق المنجزات سيكون المعيار الأول لمجلس إدارته في الاتحاد معلناً في ذات الوقت أنه سينتهي زمن التنظير والتصريحات العشوائية وإن العمل سيكون بشفافية عالية وفق نظام واضح وملزم للجميع.
وطالب عادل عزت الجمعية العمومية للاتحاد السعودي لكرة القدم أن تمارس دورها الرقابي بدون قيود .. وقال :"من يثق في نفسه يطالب بالمحاسبة فالطالب المجتهد هو من ينتظر الامتحان وسأكون أول من يطالب الجمعية العمومية بمحاسبتي وفق البرنامج العملي وخطة التنفيذ لأن ذلك يعني لي دعماً حقيقياً وتذليلاً للعقبات متى ما أردنا حوكمة كرة القدم السعودية وتطويرها، فما يهمني اليوم أن يقتنع الناخب بما نقدم من فكر وعمل ورؤية وليس الفوز بكرسي الرئاسة، فالقناعة تعني أمانة أتحملها والكرسي وسيلة لتحقيق ما يطرح".. هنا تفاصيل الحوار:
ـ في البداية دعني أسألك ما تعليقك على ما يحدث في كرة القدم السعودية وتجربة أول اتحاد منتخب وما قدم وما كان مفروضاً أن يقدم؟
أعتقد أن كرة القدم السعودية تعيش عند مفترق طرق ومستقبلها متوقف عما ستسفر عنه الأيام المقبلة، فكرة القدم العالمية تعيش قفزات كبيرة جداً والدليل على ذلك الفارق الكبير بين منتخباتنا في الثمانينيات والتسعينات وبين وضعها الآن. فمنتخب بلجيكا مثلاً الذي فزنا عليه بجدارة في كأس العالم عام 94 أصبح من أقوى منتخبات العالم ونحن مازلنا نطمح في الوصول إلى كأس العالم بعد غياب أكثر من عشر سنوات.
إن أولى خطوات التصحيح أن نعترف بواقعنا حتى نتواكب مع القفزات الكبيرة التي تعيشها كرة القدم العالمية، ولكي ننجح لابد من مسايرة هذا التطور كماً وكيفاً لكيلا نتراجع أكثر أو يكون تطورنا بشكل بطيء جداً لا نستطيع به أن نلحق بغيرنا أو بمن هو أقل منا.
وبلغة عملية نجد أن تأخرنا فرصة كبيرة لانطلاقة حقيقية، والعمل السليم يؤتي بثماره عاجلاً أو آجلاً متى ما وجدت الفرص وهي متاحة اليوم وكثيرة، فهذا هو الوقت المناسب للعمل وتقديم فكر جديد يهدف إلى تحقيق نقلة حقيقية للمنتخبات السعودية بجميع فئاتها واستعادة الزعامة الآسيوية، ووضع الأندية في المسار الصحيح.. وتعزيز مكانة الكرة السعودية على كل المستويات وتفعيل الاستثمار الرياضي.. والارتقاء بعمل الاتحاد السعودي لكرة القدم ليضاهي أقوى الاتحادات في العالم.
ـ هل هناك فرص لم تستثمر؟
الفرص كثيرة وموجودة، وعندما ننظر لمنظومة الكرة العالمية نجدها أصبحت بيئة عمل معقدة وسريعة التطور تتأثر إلى حد كبير بالتطورات المحلية والدولية وأصبحت متطورة على جميع المستويات يدخل فيها الجانب الإداري والفني والاستثماري والجماهيري والتقني، لذا يجب الارتقاء بكل عناصر اللعبة وبكامل المنظومة بشكل يحقق التطور الشامل في كل اتجاه. وباختصار كرة القدم هي رياضة تحتاج لإدارة ذات مبادئ حديثة تحتاج إلى توجيه من خلال نظرة محلية وعالمية كما تحتاج إلى توفير الخبرات التجارية لزيادة الموارد واستثمار الأصول والطاقات.
ـ البعض قد ينظر أو يفسر كلامك بأنه كلام تنظيري كما حدث ممن سبقوك وليس عملاً على أرض الواقع؟
أنا لا أجيد التنظير، وقد عملت في كبرى شركات القطاع الخاص وفي مناصب قيادية لمدة عشرين عاماً.. حيث لا يوجد مكان للتنظير، وحتى قبل تخرجي من كلية الهندسة كنت أعمل في الصيف وفي موسم الحج أيضاً، وبكل صراحة أنا أكره البيروقراطية ولا أحب التنظير، ولكني على يقين تام بأهمية وجود رؤية ملهمة وواضحة لكرة القدم السعودية، ولنا في قيادتنا العليا أسوة حسنة، حيث وضعت القيادة الكريمة متمثلة في خادم الحرمين الشريفين و ولي العهد و ولي ولي العهد حفظهم الله الرؤية الشاملة للمملكة لعام 2030 وقامت هيئة الرياضة بقيادة رئيس الهيئة الأمير عبدالله بن مساعد بوضع رؤية شاملة لرياضة الوطن.
ـ ألا تعتقد أن العقبات أمامك كثيرة، فأنت تدخل منظومة تملك بعض أدوات النجاح فيها ولكن هناك أموراً لا تملكها وهناك صراعات قوى؟
أنا أميل لنظرية 20/ 80. فنستطيع بـ20% من الطاقات الفعالة تحقيق 80% من النتائج على أن لا نتوانى عن رفع الكفاءات الأخرى، وعلينا أن نؤمن بأن كرة القدم تتفوق في شعبيتها وجماهيريتها على جميع الرياضات والاهتمامات الأخرى في المملكة، والشغف بكرة القدم متأصل في المجتمع السعودي وفي ازدياد مستمر بين مختلف الأجيال والشرائح، لذلك يجب أن نؤمن بأن هناك فرصاً هائلة لتسخير هذا الشغف الكبير للنهوض بكرة القدم السعودية وهذه هي قاعدة الانطلاق الحقيقية التي تدفعنا لتحقيق قفزات سريعة لنرفع نسبة العمل والنجاح، فنحن على سبيل المثال نستطيع تحويل شغف كرة القدم وجماهيريتها إلى روافد للمواهب والدعم المتكامل وخلق بيئة استثمارية جذابة وتوظيف الآليات الاستثمارية والتسويقية للنهوض بصناعة كرة القدم ومضاعفة وتنويع مصادر دخلها بشكل مستدام وابتكار مشاريع وآليات إبداعية لخلق فرص استثمارية تصب فوائدها في صالح الأندية والمنتخب ورياضة كرة القدم في المملكة.
ـ هل وضعت ذلك ضمن برنامجك؟
دون شك كل التفاصيل الكبيرة والصغيرة هي ضمن برنامج العمل بدءاً بالرؤية وهي "أن تتحول كرة القدم السعودية بشكل يضمن ارتقاءها باستمرار لتشريف الوطن بالريادة قارياً والمنافسة عالمياً "
ولعل الرؤية ترتكز على ثلاث ركائز أساسية (شغف – وإصرار وفخر) وثلاث آليات عمل (التزام – استثمار – تطوير) ونعني كل أمر بكل معانيه.
لعل البعض يرى أنه كلام نظري وهذا غير صحيح لأن الركائز الثلاث والآليات الثلاث حولناها إلى 30 مبادرة يجب أن تنفذ في أول 18 شهراً من فترة الاتحاد لكي نجني ثمارها في السنتين ونصف المتبقيتين، وسيكون لدينا برنامج عمل يبدأ من أول يوم، هذه المشاريع تم وضعها مع بيوت خبرة عالمية وسنعلن عنها بكل تفاصيلها والشارع الرياضي سيكون المراقب الأول، وهذا يبين أنني أتحدث بشكل عملي وليس تنظيرياً.
الجدير بالذكر أن البرنامج والثلاثين مبادرة كلها متوافقة مع برنامج التحول الوطني الذي هو في الأساس فكر قيادة وإرادة شعب ويهدف إلى إحداث نقلة نوعية على كافة الأصعدة، وهيئة الرياضة تحت قيادة الرئيس العام الأمير عبدالله بن مساعد أولت جل اهتمامها ببرنامج التحول الوطني وتحقيق أهدافه وبرنامجي متوافق تماماً مع هذا العمل الذي تقوم به الهيئة.
ـ ماهي الثلاثين مشروعاً؟
سأعلن عنها بإذن الله في المؤتمر الصحفي، وهي تلمس كل عناصر اللعبة، ونحن درسنا القوائم المالية لاتحاد القدم والمداخيل والمصروفات من خلال تقرير الجمعية العمومية الأخير، ومن خلال المداخيل الحالية أستطيع القول إننا نستطيع تنفيذ 70 % من المشاريع والـ 30 % المتبقية تحتاج إلى زيادة المداخيل لتنفيذها. ويوجد من ضمن الثلاثين مبادرة مبادرات فاعلة لرفع المداخيل.
وثق تماماً أن الثلاثين مبادرة سوف تلمس كل شيء من التدريب والتحكيم ومدارس كرة القدم والجمهور والإعلام والتفاعل مع القطاع الخاص والأنظمة الإدارية والقانونية والفنية وكل العناصر الأخرى.
ـ في السنوات الأخيرة أصبح اتحاد القدم مصدر المشكلات في المجتمع الكروي، وأصبحت القضايا المثارة تبدأ من داخل الاتحاد وعمله وأعضائه، مما جعلنا في وسط ملتهب.. كيف تعيد ثقة الأندية والمجتمع في هذا الاتحاد؟
كرة القدم مصدر إلهام للمجتمع السعودي، ويضع المجتمع السعودي الكثير من آماله وتطلعاته على إنجازات المنتخب والأندية السعودية، فيجب أن يكون تحقيق البطولات والإنجازات هو المعيار الحقيقي لأداء الاتحاد وعدم الالتفات للصراعات والأمور الثانوية على أن يتم تنظيم الآلة الإعلامية في الاتحاد وتقنين الظهور الإعلامي بشكل إيجابي يخدم المنظومة. ولو أخذنا العمل في الشركات المدرجة كمثال نرى أنه لا يستطيع أعضاء مجالس الإدارات التصريح أو الانتقاد إلا من خلال نظام واضح وشفاف يخدم المنظومة ويحقق المصلحة بدرجة عالية من الشفافية، وهذ الأمر يمكن تطبيقه بكل سهولة إن تم وضع نظام واضح وملزم للجميع.
ـ هل المشكلة في البيئة والفهم والتعاطي مع النظام؟
صدقني لدينا بيئة خلاقة وشباب على مستوى عال من الذكاء والقدرة ونحمل إرثاً من الإنجازات والبطولات المشرفة ولكن يجب الاستفادة من التجارب العالمية لتطوير البيئة وتحسين الإمكانيات وكل هذا يمكن تحقيقه إن تم عمله بشكل متدرج وتنفيذه بشكل احترافي طبق آليات واضحة.
ـ هل المشكلة في الرئيس الذي لم يستطع ضبط منظومته؟
الرئيس هو جزء من منظومة عمل متكاملة، ولا شك أنه أول من يتحمل المسؤولية في حالة النجاح أو الفشل، ومن أهم مسؤولياته توحيد الجهود والأهداف للنهوض بكرة القدم السعودية للمكانة التي تستحقها، وبالطبع هي مسؤولية كبيرة تبدأ بوضع رؤية شمولية ومن ثم وضع خطط استراتيجية جادة وطموحة ويتم تنفيذها بشكل احترافي طبق آليات واضحة وفعّالة، فهذا هو السبيل الوحيد لتطوير كرة القدم السعودية.
ـ هل ترى أن هناك منافساً قوياً قد يعيق وصولك لرئاسة الاتحاد؟
المنافسة عامل إيجابي وظاهرة صحية نرحب فيها ونطلبها أيضاً للمصلحة العامة، فالتنافس في سبيل رفعة الوطن ومن أجل مصالح عامة هو أمر محمود لاسيما أن كان هناك تنافس شريف يسعى فيه كل مرشح أن يقدم ما يخدم المصلحة العامة من أعمال ومشاريع وبرامج تخدم المنظومة الرياضية.
وأنا على ثقة كبيرة بأنني سأقدم ملفاً احترافياً متكاملاً وقد استعنت فيه بأفضل الخبراء في العالم واستندت فيه على دراسات وأبحاث على أرض الواقع مبنية بشكل منهجي تلخصت في رؤية شاملة، وثلاثين مبادرة متكاملة مستنداً على جدار قوي من الإنجازات أسعى من خلالها إلى إعادة هيبة كرة القدم السعودية وتحقيق نقلة نوعية على صعيد اللعبة وممارسيها وصناعها ومتابعيها ومستقبلها.
ـ وضح لي أكثر 18 شهراً ماذا ستقدم فيها؟
خلال 18 شهراً سوف أقوم بتنفيذ 30 مبادرة كما وعدت بها في برنامجي، أي أننا سنشاهد 30 مشروعاً على أرض الواقع وبعد الـ 18 شهراً ستبدأ تلك المشاريع في تقديم ثمارها للسنوات المقبلة.
وأي مسؤول سواء كان منتخباً أو معيناً لابد أن يتحمل المسؤولية ويعلن خطته وأهدافه ومتى ستحقق وماهي معايير أدائه ويطلب المحاسبة من المسؤولين ومن الشارع، فالشخص الناجح والواثق لا يعترف إلا بالنتائج والعمل المؤثر، والمسألة لا تأتي بالتمني ولا بالأحلام بل يجب أن يكون هناك تخطيط وتنفيذ وعمل متواصل ينفذ على أرض الواقع وليس على الورق.
ـ هل تضمن عدم التدخل سواء من الأندية أو المؤسسة الرياضية الحكومية في عمل الاتحاد؟
التدخل والاستياء من أي جهة لايوجد إلا في حالة غياب الرؤية أو انعدام الخطة أو سوء التنفيذ، ولكن عندما يكون لديك التزام بتطوير وتنفيذ خطط ومبادرات والتزام بتفعيل دور الاتحاد السعودي الريادي والمؤثر على الصعيد القاري والعالمي والتزام على مستوى الأندية بوضع خططها وتحقيق أهدافها والارتقاء بحرفيتها والتزام بالمراقبة والمتابعة الدورية لجميع الآليات والخطط، عندها يكون أي تدخل سواء كان برأي أو مشورة أو توجيه عبارة عن دعم وعمل تكاملي وليس تدخلاً بل هو أمر محمود.
ـ عقود الرعاية الحالية مقنعة لك وتدعمها؟
اليوم ومن خلال خبرتي السابقة أرى أن لدينا جوهرة مسحت بشكل جزئي وتحتاج للمزيد من التلميع حتى تبدو أكثر بريقاً، وقد بذل الاتحاد الحالي مشكوراً جهوداً كبيرة في زيادة المداخيل، وأرى أنه من الممكن زيادتها بشكل أكبر من خلال الالتزام على مستوى الممولين والمستثمرين لتحقيق المصالح المشتركة مع المنتخب والأندية واللاعبين وتطوير العقود الحالية المبرمة مع الجهات التجارية والقطاع الخاص لتحقيق أفضل النتائج والأهداف المتبادلة لكرة القدم السعودية والأندية والمستثمرين وابتكار مشاريع وآليات جديدة وتفهم ماذا يريد السوق في عصر التكنولوجيا والتفاعل.
ـ ولكن كرة القدم تعتمد على جماهيرية الأندية، فاتحاد القدم لا يملك جمهوراً ولا يملك أندية بل يملك منتجاً يتشارك فيه مع الأندية؟
خلال الفترة الماضية قمت بعمل استفتاء يدور حول العوامل التي إذا تم العمل عليها بنجاح ترفع نسبة الرضا لدى المتابع، وذلك بهدف عدم العمل في أعمال ليس لها قبول، وهذا الاستفتاء سنعلن عنه بكل تفاصيله وأرقامه ونسبه، ووجدت أن من أهم هذه العوامل هو المنتخب السعودي وأداءه. والمنتخب هو أهم منتج يعمل عليه الاتحاد، ولا شك أن كرة القدم رياضة تنافسية وبالتالي لابد أن تنعكس روح المنافسة والمثابرة والتحدي على مستوى المنتخب والأندية واللاعبين والفنيين والمجتمع الرياضي بشكل عام.
ـ المنشآت كما تعلم ليست تحت سيطرة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم؟
هذا صحيح، ولكن رئيس الاتحاد الناجح يجب أن يعمل مع كل منظومة تخدم عمله، والمؤسسة الرياضية ممثلة في هيئة الرياضة هي المنظومة الرئيسية التي تعنى بالرياضة في المملكة، والعمل معها بمستوى عال من التنسيق والتناغم يعتبر من أهم عوامل نجاح الاتحاد.
ـ من هم فريق عملك؟
هناك أربعة سيتم تعيينهم وخمسة أعضاء منتخبون وأمين عام معين، أنا اليوم لدي أربعة أعضاء تم اختيارهم والاتفاق معهم. والقلب النابض للاتحاد هو المدير التنفيذي والأمين العام، لذا كان من المهم أن يكون هناك أمين عام يستطيع القيام بهذا الدور القيادي، وقد تم الاتفاق مع الأخ عادل البطي على ذلك وأخذت منه الموافقة النهائية في هذا الموضوع وصرفنا وقتاً كبيراً سوياً لوضع الخطط والمبادرات، وهو من أكفأ القدرات الرياضية والإدارية وبيننا توافق وانسجام كبيرين.
أما اختيار الأربعة أعضاء فقد استندت فيه إلى الكفاءة والخبرة كعنصر أساسي في الاختيار، فهناك عضو مالي لدية خبرة بنكية ومالية واستثمارية كبيرة، وعضو قانوني لديه الخبرة في المجال الرياضي والقانوني، وعضو تسويقي يملك الخبرة في مجال التسويق، والعضو الرابع سيكون من وسط مطبخ كرة القدم، لذلك ستجد أن هناك كفاءات متنوعة تخدم منظومة العمل، وسأبدأ من أول يوم بمحاسبة نفسي على تنفيذ العمل قبل محاسبة من يعمل معي.
ـ هل ستكون الأندية شريكاً لك في العمل أم سنشاهد سياسة تقوم على إدارة المنظومة وكأنها شركة خاصة ؟
سيتم إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم بذات الطريقة التي تدار بها شركات القطاع الخاص الكبرى المدرجة التي يوجد لديها مساهمون حريصون على مكتسباتهم وهم الشركاء الحقيقون، وفي حالة الاتحاد السعودي لكرة القدم لدينا شركاء مهمون وهم الأندية واللاعبون والجمهور والإعلام والحكام والرعاة وحتى أصغر مشجع سعودي يحب منتخبه ويدعم ناديه هو شريك ومساهم، الكل يعمل في منظومة واحدة.
ـ هل سيتم تفعيل الجمعية العمومية أم أنها ستبقى معطلة ؟
الإنسان الذكي هو من يحاسب نفسه ويطلب المحاسبة، ومن لديه خطة وأهداف ويسعى لتنفيذها لابد أن يكون محباً للمحاسبة لأن هذا أكبر دعم له، فالطالب المجتهد هو من ينتظر ويرغب في الامتحان أما الطالب الكسول ستجده يتهرب من الامتحان قدر المستطاع. وستجدني أول من يطالب الجمعية العمومية بالمحاسبة حسب المخرجات التي يتم تحديدها بالتواريخ لأن محاسبة الجمعية العمومية تعتبر دعماً حقيقياً وتذليلاً للعقبات إن أردنا حوكمة كرة القدم وتطويرها.
ـ هل ستكون المناصب الخارجية حكراً لك كما هي لرئيس الاتحاد الحالي؟
ستكون حكراً للكفاءات التي تستحقها بما يخدم وطننا الغالي وذلك حسب المكان والزمان والفائدة. فالمنصب الخارجي هو تمثيل وطني يجب أن يرشح له الشخص المؤهل لهذا التمثيل دون أي مجاملات.
ـ أخيراً هل تشاهد نجاحك؟
كل ما يهمني هو أن يقتنع الناخب بما نقدم من فكر وعمل ورؤية، وحينها سنعمل جميعاً يداً واحدة لتحقيق النجاح، فاليوم نحن نخاطب العقول ونرسم خارطة طريق المستقبل. عندما نتفق على الرؤية لاشك أننا سنعمل على تحقيقها وثق تماماً أن هناك رجالاً قادرون على صناعة النجاح، وعقولاً قادرة على إدارة التغيير، وهمم تتطلع لتحقيق المنجز، ومجتمع محفز للتطوير، وبيئة خلاقة تستوعب كل هذا وذاك، حينها لن أشاهد نجاحي بل سأشاهد نجاح كرة القدم السعودية بكل مكوناتها.
ـ بعض الناخبين يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية من خلال الانتخابات إما مناصب أو غيرها؟
هذا ليس في قاموسنا، فالصوت أمانة، ومقاعد الجمعية العمومية أصبحت اليوم للكيانات وليس للأشخاص، وكل ناخب مؤتمن أمام الله على صوت الكيان الذي يمثله، ولن نسير في أي طريق يخالف الأنظمة أو اللوائح، ولن نقبل بصوت لا تعنيه المصالح العليا التي تخدم عامة المنظومة، ولن نتعامل مع أصحاب المصالح الشخصية، فالوطن اليوم بحاجة لتكاتف الجميع من أجل تحقيق مصالحه والكل مؤتمن على هذا الأمر.. ولا بارك الله في عمل لا يحقق مصلحة الوطن أولاً وثانيا وثالثاً.