رحل زيدان
في عالم الرياضة يتخذ الرياضيون قرارات صعبة أصعبها قرار الاعتزال أو التوقف، ورغم أننا نردد دائماً أن التوقيت المثالي هو التوقف على القمة مثلما فعل اللاعب "زيدان" والمدرب "فيرجسون" والعداء "بولت" والسبّاح "فيلبس" وغيرهم من الأساطير، ولأن الأسطورة الفرنسي نجم استثنائي فقد خلع قميص اللاعب وعلّق الحذاء وهو في قمة مستواه فائزاً بأفضل لاعب في كأس العالم 2006، وأتذكر وقتها أن العالم ضج بدهشة وذهول: "رحل زيدان".
خرج زيدان من عالم كرة القدم كلاعب والجميع يريده أن يبقى، لكنه اختار التوقيت المناسب ليغادر وهو مطلب الجميع، ثم عاد لكرة القدم من باب التدريب وعبر أعظم أنديتها على الإطلاق "ريال مدريد"، وفي عامين ونصف حقق 9 ألقاب ولم يخسر أي مباراة نهائية في إنجاز غير مسبوق بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية، وبعد الاحتفالات بأيام أحدث زلزالاً في عالم كرة القدم الذي استمر يصرخ ويردد: "رحل زيدان".
خلال الأيام الماضية قرأت مئات العناوين وآلاف التغريدات عن هذا القرار الصادم للجميع، إلا لصاحب الشأن الذي قال بأدب وهدوء: "لقد قدمت كل ما أملك وسيشعر اللاعبون بالملل إذا دربتهم الموسم القادم؛ ولذلك سأرحل لمصلحتهم وصالح النادي"، لكنّ كثيرين قالوا إنه رحل لأن إدارة "بيريز" لا تمنحه صلاحية القرارات الكبرى مثل مصير "رونالدو" أو استقطاب "نيمار"، وآخرين يرون أنه اختار الرحيل وقد صنع التاريخ للنادي التاريخي قبل أن يرحل مقالاً من الرئيس الذي تعود إقالة المدربين بعد أي موسم لا يرقى للطموح، وكأن "زيدان" اختار الرحيل قبل الإقالة، وكتب آخرون عن أسباب مشابهة تبرر لماذا "رحل زيدان"؟.
تغريدة tweet:
ولعل السؤال الأهم: وماذا بعد؟ حيث يؤثر القرار الصاعقة في مصير أهم المدربين والنجوم والأندية التي لا تستطيع معظمها من منع "الزعيم الملكي" من أخذ من يريد من المدربين والنجوم؛ ولذلك يخشى جماهير باريس سان جيرمان وتوتنهام وتشلسي ونابولي أن يعوّض المدريديون خسارة زيدان بالتعاقد مع مدرب ناجح مثل "بوتشينيو أو ساري" وخطف نجم ذهبي مثل "نيمار أو هازارد"، وقد صدقت الصحافة الأوروبية حين شبّهت قرار "زيدان" بالزلزال الذي هزّ كرة القدم الأوروبية، وسيخلف أضرارًا قد تشمل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وإنجلترا خلال الأسابيع القادمة، وعلى منصات التوديع نلتقي،،