كانت أكثر من 90 دقيقة!
ختام الموسم الكروي جاء مختلفًا عما مضى من مواسم، حيث تحول إلى تظاهرة حب وطن وقيادة عبر عنها بوضوح، وتجلى ذلك منذ الترحيب بمقدم خادم الحرمين لمكان المناسبة على نحو امتزجت فيه مشاعر المرحب بالمرحب به، في لوحة ولاء وفخر واعتزاز إلى مغادرته محفوفًا بالشكر من أبنائه الرياضيين، والدعاء من كافة شعبه له بطول العمر والتأييد والسؤدد.
استثمار مثل هذه المناسبات في إظهار مشاعر الحب والولاء للوطن والقيادة لا يعادله شيء، خاصة حين يكون في محضن الرياضة والشباب الذي تتسع دائرته لتصل كافة البلاد، إما مشاركًا أو مهتمًّا أو متابعًا أو باحثًا عن المتعة والتشويق، وتتعداهم إلى خارجه لتصل معه رسائله واضحة جلية، هكذا نحن وهذه قيادتنا وبلادنا من خلال صور اللحمة والإخاء والجمال الذي لا شك كان عنوانًا بارزًا في تلك الليلة.
ناديا الاتحاد والفيصلي كانا أكثر حظًّا من بقية الأندية، بأن مثلوهم في هذا المهرجان الوطني الفخم، ونال منسوبوهما شرف السلام على الملك المفدى، لكن الوطن كله كان في الجوهرة المشعة يردد مع أبو نورة "حدثينا عن أبو تركي العظيم عن أبونا الشهم الكريم وعن جهاد جدودنا اللي خلوا حدودنا من بحرها للبحر ديرتي كلي فخر"؛ لتأخذ هذه المناسبة بعدًا عميقًا مؤثرًا اختلط فيه الفخر بالحماسة بالشعور الجامح حبًّا وولاءً لكل شبر في أرضه المباركة.
وراء هذه الاستنارة الوطنية التي حولت الاهتمام من تسعين دقيقة فقط إلى زمن لا يقاس من بهجة الحضور وهيبة المكان، عقل فكر خارج الصندوق من أجل أن يقول: نحن السعوديين هنا، وأن عنواننا هو الفعل وصفتنا الحزم، ولا يجب أن نقف عند حدود وأن لشبابنا علينا حق الأخذ بيدهم للعلا وبلادنا للمعالي، هذا الاستثمار الواعي والذكي للمناسبة في إظهار ما هو موجود من قدرات وكوادر، ومن مشاعر، يستحق أن نقول لمن شرع فيه وتبناه ونفذه المستشار تركي آل الشيخ كفو وبيض الله وجهك.
أعرف أن روزنامة هيئة الرياضة مليئة بالكثير من المناسبات مختلفة المستويات والمتنوعة بين ألعاب ومنتديات ومهرجانات، ما أعلن عنه وتم تنفيذه وآخر لم يحن موعده، وما سيعلن عنه في وقت لاحق هذا كله يعني أن جسورًا كثيرة تبنى بين المجتمع والرياضة، ستعمل كثيرًا على تغيير مهم في البناء النفسي والصحي لأفراده؛ ما ينعكس إيجابًا على تحصيله وإنتاجه وحياته.. هذا الدور الحقيقي للرياضة والترفيه.