آسيا أداء القياس
خلال مراسم قرعة كأس أمم آسيا 2019 التي جرت أول أمس، شعرت بضرورة تمسكي بعلاقة وصل كروي مع أسرتي الآسيوية، وأنها الأقرب إلى طموحي والأصح في قياس درجة تقدمي أو تراجعي أو ثباتي، إنها الوجوه التي تشبهني والأماكن التي يمكن أن أعرف خارطتها.
أحد عشر منتخبًا عربيًّا، منها سبعة تشارك في كأس دورة الخليج العربي، يضاف لهم منتخبات سوريا والأردن وفلسطين ولبنان، وخمسة أخرى دونها في المستوى الهند وغريغستان والفلبين وتايلاند وفيتنام، ثم منتخبات يعادلونها في القوة أو يتبادلون معها حالات التفوق وهي كوريا الجنوبية وأستراليا وإيران واليابان وأوزبكستان.
هذه العائلة الكروية التي أنتمي إليها فعلاً وأشعر أنه لزامًا علي أن ألعب معها بما يجلب لي النصر والكأس أو حتى الخسارة المشرفة بمعناها الحقيقي، وهي التي لا أقبل فيها الخروج من الدور الأول وأبحث عن السبب لو لم أصل إلى دور الثمانية، وأتأكد إذا ما كان عدم وصولي إلى دور الأربعة له أسباب منطقية أم لا، وأتطلع للعب النهائي وأرى أن الفوز بالكأس مطلب شرعي.
المنتخب السعودي على رأس المجموعة الخامسة، وسيلاعب كوريا الشمالية في أولى مبارياته، هذا أيضًا جيد حتى يمكن معرفة ماذا لدى منتخبي قطر ولبنان، لكن سيناريو الوصول للأدوار النهائية يبدأ منذ انتهاء المشاركة في مونديال روسيا، ومن ذلك أرجو أن تكون المشاركة المونديالية عاملاً معنويًّا وفنيًّا مساعدًا في رسم خطة التحضير على أحسن وجه، وفي ظروف مناسبة.
المونديال أبرز واجهة فيه هو الوصول لنهائياته وتبقى طبيعة المشاركة وما ستسفر عنه من نتائج أيًّا كانت تفصيلات يحتفظ بها أرشيف التاريخ، هذا ينطبق على حوالي خمس وعشرين منتخبًا مشاركًا من أصل الاثنين والثلاثين، وفي كأس أمم آسيا سيكون العكس، سنكون مع المنتخبات الستة التي ستكون الكأس هدفها وليس مع الثمانية عشر الذين أقصى غايتهم الوصول لنهائيات آسيا كما نحن عليه في المونديال!
من الجيد أن نجعل من صراعنا الكروي مع أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وإيران والعراق والإمارات قياس أداء لوضع خطط مستدامة، تمكننا من التنافس الدائم الذي يعني في النهاية مواكبة أو تطور وتفوق، وهو سقف طموح منطقي ويضمن المنافسة على زعامة القارة وتمثيلها في المونديال، وهذا مقنع وربما كافٍ.