ليلة الحسم
اليوم وفي موقعة للتاريخ، ينال الفائز فيها بطولة الدوري ـ إلى حد بعيد ـ حيث يستضيف الأهلي الثاني في الترتيب خصمه اللدود المتصدر الهلال، وعينه على النقاط الثلاثة، في الوقت الذي يتطلع فيه الأخير إلى الخروج على أقل تقدير بالتعادل الذي يكفل له الحفاظ على فارق النقطة وتأجيل الحسم إلى الجولة الأخيرة.
الفريقان فنيًّا شهدا تراجعًا كبيرًا في الآونة الأخيرة؛ فالهلال فعل كما فعل ذلك الذي خرق عينه بإصبعه، عندما استعجل في تسريح دياز الذي أقر بأنه تخبط في قراراته الفنية مؤخرًا، ولربما نجد له بعض العذر على اعتبار أن الفريق كان يعاني من غيابات بالجملة، ولكن رغم ذلك كان الوضع الهلالي تحت قيادته أفضل بمراحل مما هو عليه الآن، ويكفي أن نشير إلى أن الهلال تذيل مجموعته في البطولة الآسيوية، وعلى الجانب الآخر، فإن الأهلي هو الآخر تحت قيادة ريبروف غير مقنع؛ فهو فريق بلا هوية، من الممكن أن يخسر من أي فريق كما حصل عندما غادر بطولة كأس الملك على يد الفيصلي ـ مع الاحترام ـ وأيضًا من الممكن أن يفوز على أي فريق عطفًا على الإمكانيات العناصرية الكبيرة التي تعج بها صفوفه، وفي هذه المرة أضع مهند في مقدمتهم، وهو اللاعب الذي ينقصه فقط الطموح لكي يكون المهاجم الأول في ملاعبنا؛ فهو مقتنع بدكة البدلاء ولديه استعداد تام لأن يبقى فيها أبدًا.
وإجمالاً، هناك معطيات عديدة مبعثها المنطق، رغم أن الكرة ترفض المنطق أحيانًا، هذه معطيات تجعلني أقول إن الأهلي أقرب إلى الفوز: أولها الأرض التي عادة ما تلعب مع صاحبها، ثم الجمهور الذي سيكون حاضرًا ومؤثرًا، إضافة إلى الجاهزية النفسية؛ ففي الوقت الذي غادر فيه الهلال البطولة الآسيوية إثر خسارته من العين، أعلن الأهلي تأهله للمرحلة التالية من نفس البطولة، بعد فوزه على تراكتور تبريز، إضافة إلى ذلك، لو نظرنا إلى المباراة الأخيرة التي تنتظر الفريقين، نجد أن الأهلي سيستضيف أحد متذيل الترتيب، بينما سيستضيف الهلال فريق الفتح الأكثر صعوبة من أحد، وفي هذه الجزئية أعود لأؤكد أن الكرة في كثير من الأحيان ترفض المعطيات المسبقة، ولاسيما عندما يكون أحد أطراف المباراة فريقًا كبيرًا كالهلال، الذي بكل تأكيد لا أستغرب فوزه على الأهلي، وذلك سيكون فقط بقدرات لاعبيه بعدما غابت بصمة المدرب وتوارى دور الإدارة.