مفاجأة الفيصلي السارة
الفيصلي والاتحاد في مواجهة نهائي كأس الملك، عنوان مختلف عن نهائيات هذه المسابقة، منذ نحو الـ 28 عامًا، حين التقى 1990 النصر والتعاون، لكنه كان يجب أن يتكرر أكثر من المرتين الاثنتين فقط اللتين حدثتا في هذه المسابقة رغم بلوغها الستين عامًا!
كأس الملك هي البطولة التي كان لها القول الفصل في التنافس بين الأندية وتحديات جماهيرها وفخرها عند تحقيقها؛ فهي الكأس التي عرفتها المسابقات قبل الدوري العام؛ لذا فقد كانت الكلمة الفصل بين الناديين التاريخيين الوحدة والاتحاد، ثم الأهلي فالهلال والاتفاق والنصر، وهي الأندية التي نالت هذه الكأس خلال العشرين سنة الأولى من تاريخها.
بعضهم قد يرى في القول إن وصول الفيصلي إلى نهائي الكأس مفاجأة، فيه تقليل مما بذله وأنجزه الفريق إلى أن وصل عن جدارة واستحقاق، لكنني أميل إلى أن المقصود غير ذلك؛ فلا أحد يمكن له أن يجهل أو يتجاهل القيمة الفنية والعناصرية للفيصلي في الدوري، التي تؤهله إلى أن يصل إلى ما وصل إليه في الكأس، ولكن ذلك في عرف منافسات الكرة يظل مفاجأة.
مفاجأة سارة أسعدت أنصاره، ولم تكن على بال أحد قبل بدء الموسم أو حتى بعد بدء منافسات الكأس، ولو خسر في نصف النهائي أمام الأهلي لكان أمرًا عاديًّا، ومن ذلك فإن المفاجأة هي في قدرة الفيصلي على فرض إرادته على منافسين أقوى، وانتزاعه الفوز في ظروف تحتاج إلى كثير من الخبرات والإمكانات التي تتوفر عادة في الأندية المصنفة تاريخيًّا أنها الأكبر!
تضييق الفارق الفني بين الأندية المحترفة المتنافسة هذا الموسم، من خلال السماح بسبعة أجانب، لم يكن سببًا مباشرًا في نجاح الفيصلي، لكنَّه واحد من الأسباب، والدليل أنه يحتل ترتيبًا متقدمًا في الدوري حتى قبل أربع جولات من انقضائه، مخلفًا وراءه في الترتيب فرقًا مهمة في الكرة السعودية، ومزاحمًا مثلها في المقدمة، مع تساوي فرص المنافسة بينهم جميعًا!
في كثير من دول العالم، يحدث أن يصل إلى نهائي الكأس أحد الفرق المغمورة أو من الدرجة الأدنى في تصنيف الأندية، وذلك له أسبابه؛ فالأندية الكبيرة تركز على بطولة الدوري والأبطال أكثر كما أن عدد المباريات المؤهلة الذي لا يتجاوز الست يلعب دورًا في أن تتمكن الفرق الأصغر من تجميع قواها والتماسك حتى آخر رمق، وهذه الأندية المغمورة تفوز خلال الدوري على فرق كبيرة، لكن ذلك لا يحدث أثرًا مهمًّا لطول المسابقة، وليس كما هو في مباريات خروج المغلوب.. المعلومة المهمة عن الفيصلاوي الرائع في كل شيء، أنه تأسس قبل النصر والهلال!