2018-01-25 | 04:39 مقالات

الهلال أراح واستراح

مشاركة الخبر      

عالمياً عُرفت مسابقات الكؤوس بأنها لا تكاد تخلو في نتائج مبارياتها من المفاجآت والسبب أنها يمكن أن تتسبَّب في خروج نادٍ مهم وكبير من المسابقة ووصول مَن يقل شأناً عنه إلى الدور التالي، أو حتى الفوز بكأس المسابقة.



تصنيف الكبير والصغير هو توصيف يجب ألا يكون أهم من كيف لا يتسبَّب في تركه يتحكم بحالة التحضير وقيمة العطاء خلال المواجهة، خلع رداء الرهبة من جانب الأصغر واحترام الخصم من طرف الأكبر سيجعل المباراة تعبر بسلام إلى النتيجة الطبيعية وبشكل منطقي يتوافق حصراً مع ما يقدم خلالها ولا علاقة له بتوصيفهما صغير أم كبير.



الهلال أول الكبار الذين خرجوا من مسابقة كأس خادم الحرمين، وسيعقبه آخرون في كل دور. الميزة أنه لم يخرج من نادٍ صغير حتى وإن عدت خسارته بالمفاجأة، فالقادسية سبق له وأن هزم الهلال في مثل هذا الدور من المسابقة وفي غيرها من المسابقات، لكن ما كان محسوباً على الهلال هو أن يخرج حتى لو كان على يد أكبر منافسيه.



الهلال استراح بخروجه المبكر وأراح، فهو من جانب أراح خصومه الذين كان يمكن أن يواجههم في أدوار متقدمة أو نهائية كما أراح مَن كانوا يتابعونه بتوجس وخوف من اكتساحه بطولات هذا الموسم حسبما توصلوا له من تحليل وقراءة فنية خاصة بهم، وارتاح هو أيضاً وإن كان إجبارياً ليتمكن من أن يستجمع قواه للمنافسة على بطولة الدوري.



كل الذين قطعوا بأن الهلال سيكرر ما فعله الموسم الماضي بدؤوا في القفز من السفينة، بعضهم فعلاً خذلوا في الهلال الذي ظهر قوياً متماسكاً يفرض نفسه على خصمه فنياً وبدنياً وهؤلاء قد لا يلامون فقد رشحوا الأقوى والأكثر تحضيراً وامتلاكاً للعناصر الأفضل أما الآخرون فكانت الفكرة إبعاد أنديتهم عن الضغوط لعلى وعسى أو التساؤل فيما لو فعلاً حقق الهلال كل البطولات.



في تاريخ المسابقة الذي بلغ ستة عقود لم يتمكن أحد الأندية الصغيرة من تحقيق الكأس على الرغم من أن ذلك تقريباً حدث في معظم ملاعب العالم بينما كانت  المفاجأة على صعيد لقب الدوري عن طريق الفتح. والخلاصة أن الهلال أراح وارستراح، وأن المفاجأة الحقيقية في كأس الملك لم تتحقق بعد طوال تاريخ إقامتها.