2018-01-13 | 04:12 مقالات

نحو رياضة سعودية متطورة

مشاركة الخبر      

 

 

 

لكل عمل إيجابيات وسلبيات Pros & Cons، ومتى ما كانت الإيجابيات أكثر، فإن العمل يكون قد حقق نسبة من النجاح المنشود، وفق أكثرية الإيجابيات عن السلبيات، ولن أضيف جديدًا عندما أقول إن القرارات التي صدرت عن الهيئة منذ تولي معالي الشيخ تركي آل الشيخ، إيجابية في الإجمال ولا تتسع المساحة لسرد هذا الجانب، ولكن هناك سلبيات على أقل تقدير من وجهة نظر شخصية، أرى أنها لربما تؤثر على تنمية وتطوير الرياضة السعودية، وهو الهدف الاستراتيجي الذي وضعته الهيئة، ومن هذا المنطلق سوف أسلط الضوء عليها؛ أملاً في معالجتها، انطلاقًا من مصلحة رياضة الوطن:

 

ـ مشاركة المواليد قرار تاريخي، وهو بلا شك يصب في ملامسة رؤية سمو سيدي ولي العهد، ولكن لو قلنا تقريبًا إن عدد من تقدموا نحو عشرة آلاف، وعدد من أعلنوا أن الأندية سجلتهم سبعة، وعدد من لديهم عقود احتراف خارجية كما قيل ثلاثة إلى عشرة من عشرة آلاف، أي بنسبة "001%"، وهو رقم ضعيف جدًّا؛ لذلك أتمنى أن يسمح للأندية بتسجيل ثلاثة مواليد مع السبعة الأجانب؛ لنصبح أول دولة في العالم تزيل كل الحواجز الرياضية، وهو توجه سيباركه الـ"فيفا"، وستتبعه دول عدة، ولاسيما أنه يحقق أهدافًا عديدة رياضية وغير رياضية.

 

ـ لا أعتقد أن حصر التعاقدات مع اللاعبين الأجانب بيد الهيئة العامة للرياضة، قرار يصب في مصلحة الأندية، وبالتالي الكرة السعودية؛ فالأندية هي المعنية بالأمر أولاً وأخيرًا، ويتم التعاقد مع اللاعبين وفق رؤية المدرب، التي لربما تتنافى مع رؤية لجنة الهيئة الفنية، ذلك مع التقدير للدعم المالي الذي تقدمه الهيئة، والوضع سيكون أفضل فيما لو تم التنسيق فقط مع اللجنة الفنية للهيئة.

 

ـ وامتدادًا للحديث عن الدعم المالي للهيئة، أقول إن ذلك لا يمنح الحق للهيئة لتغييب لاعبي الأندية عن المنافسات الآسيوية، لمجرد أن المنتخب يخوض مباراة ودية، أعتقد أن في ذلك بعض الإجحاف للأندية، وهي التي تدفع الملايين للتعاقد مع لاعبين تأمل مساهمتهم في تحقيق تطلعات الجماهير، وأبرز هذه التطلعات كأس آسيا، ولكن من الممكن أن نعيد جدولة مباراة المنتخب الودية التي تتعارض مع مشاركات الأندية المهمة.

 

ـ قرار رفع رسوم العضوية الشرفية سيؤول إلى نتيجة واحدة تتجسد في هروب جماعي لأعضاء الشرف؛ فالمبلغ ضخم جدًّا، وهو دون أي مقابل، وعضو الشرف لا يبحث عن استخدام مرافق النادي، بل أن يكون شريكًا في القرار، ذلك من ناحية، ومن ناحية أخرى، فالتخصيص قادم كما أشار مسؤول الرياضة الأول، وفي خضمها لن يكون هناك موقع لعضو الشرف، بل لن يتمكن حتى من استخدام مرافق النادي.

 

ـ فيما يتعلق بموضوع توثيق البطولات، مجرد أن تقول إن التوثيق سيبدأ منذ ميلاد اتحاد الكرة، فذلك خطأ، والخطأ سيترتب عليه أخطاء وإجحاف بحق أندية ليس ذنبها أنها سبقت تأسيس اتحاد الكرة، ذلك من ناحية، ومن الناحية الأخرى، فإن رفض انطلاق الدوري في عام 1377هـ، رغم كل الدلائل والوثائق، فإن ذلك سيؤول إلى أخطاء متراكمة، كما أن اتحاد الكرة يفتقر إلى الخبرة والمعرفة والزخم التاريخي لكي يقر البطولات التي حققتها الأندية، وفي هذا الشأن أعود لأقول إن البطولات شأن يخص الأندية أولاً وأخيرًا، وإذا ما ارتأى اتحاد الكرة المشاركة؛ فعليه الجلوس على طاولة المفاوضات مع إدارات الأندية، وليس مخاطبتها بفوقية والارتكان تاليًا على عدم تفاعلها معه لتمرير ما يراه.