التحول لمرحلة الإصلاح والتجديد
حتى يمكن أن تفهم أكثر لا خيار لك إلا أن تتأكد من أنك تقف في المكان المناسب، وتنظر للاتجاه الصحيح، هذا يمكنه أن يقطع بك نصف المسافة. هو منهج للمراقب الناقد الذي عليه أن يقدم خلاصة فهمه معتمداً على معارفه وعلومه وتجاربه للوصول للنتيجة والحكم بالرفض، أو القبول، أو بينهما.
في الشأن الرياضي السعودي وحراكه الذي لا ينتهي هناك شيء آخر مختلف بحيث يتجاوز الحراك النشط الذي يمكن تناوله نقدياً إلى "التحول" الكامل الذي يؤسس لمرحلة تؤرخ، فيحتاج إلى مَن يرصده أولاً وهذا ظاهر في العديد من قرارات التغيير على خارطة النشاط التي اتسعت وتنوعت وتجددت، وفي التعاطي مع التنافس وأطرافه والإنسان الرياضي كنقطة ارتكاز في عملية "التحول" برمتها.
الزمن لا يجود بمَن يصنع التاريخ، أو يغير فيه إلا مرات متباعدة متقطعة، كما أن ما يرصده ويؤرخ له ليس الاعتيادي من الأعمال ولا الامتداد لما هو معمولٌ به، وإن زاد أو تفوق عمَّن سبقوه إليه، ومن هنا أستعيد مصطلح "التحول" الذي تعيشه الرياضة ومجتمعها منذ تولي رئيسها الحالي المستشار تركي آل الشيخ شؤونها، والأمر هنا توصيفٌ وليس تقييماً، لأن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بعد الرصد.
القرارات كرقم ليست بأهمية النوع، وما له علاقة بالمجتمع أهم من كليهما.
إن النظر للعمل الرياضي الشبابي على أنه جزء لا يتجزأ من تنمية الإنسان وتطوير آلياته للارتقاء بالبلاد من هذا الركن الأساس والمهم "الشباب والرياضة"، هو القاعدة التي يمكن البدء في الحكم على العمل منها ومن خلالها، وهو ما يتوفر بوضوح وجلاء في جملةٍ من قرارات الرئيس آل الشيخ، أو ما وتوحي به على أقل تقدير.
أيضاً فإن القرارات التي بغرض المعالجة، أو التصحيح والتطوير، أو التي في مجملها يمكن أن تأخذ شكل "الإصلاح والتجديد" كعنوان شاملٍ لها، تميزت بنفخة من روح الاعتداد بالهوية الوطنية والحرص على تبوؤ الوطن المكانة اللائقة والدفاع عنه بشجاعة وحماية هذا المشروع والعاملين فيه من العبث الإعلامي والجماهيري والإداري بمكاشفة ووضوح وبلا مجاملة، وكان هذا أمراً مفصلياً في فرز الغث من السمين كحقيقة لا كاعتقاد.
المؤكد أن هناك مَن تعارضت مصالحه الخاصة، أو أهدافه المرحلية مع ما تم وسيتم من إصلاحات وتطوير وتجديد، وآخرين يريدون الحكم على الجديد بما استقر عليه القديم في المعالجة ومن ذلك فإن أهم ما على المراقب والناقد أن يستوعبه، أولاً الفرق بين الحالين ليسهل عليه الفهم والتقييم، وألَّا يغفل أن المجتمع السعودي برمته يتحول متطاولاً إلى عنان السماء بجذور ثابتة المبادئ راسخة القيم.