رسائل الجماهير عبر "ادعم ناديك"
Numerology هو علم الأرقام الذي يعرف أيضًا بعلم معاني الأعداد، أي أن أصحابه يذهبون إلى أن كل رقم يرسل معنى محددًا، وشائع أن لغة الأرقام لا تكذب، ويعتمد عليها كثيرًا رياضيًّا؛ فعلى سبيل المثال في السلة الأمريكية NBA يحللون مباشرة، وأثناء المباريات أرقام كل لاعب من حيث نقاط التسجيل ثنائية وثلاثية، أو عبر الأخطاء، إضافة إلى التمريرات والاستحواذ على الكرة، وبطبيعة الحال تتجلى أهمية هذه الأرقام في تحولها إلى "فلوس"؛ فكلما ارتفعت الأرقام ارتفع أجر اللاعب، ذلك من جانب، ومن آخر فهي بمثابة القائمة التي تقتفيها الأندية لتلبية احتياجاتها، أي أن هذه الأرقام تبعث برسائل لها مدلولات معينة.
ومن خلال متابعتي لمبادرة "ادعم ناديك"، وجدت أن الجماهير عبر هذه المبادرة تبعث رسائل معينة، فلقد قفزت اشتراكات النصر من "13.640" بتاريخ 1/1/2018 إلى "21.125" بتاريخ 4/1/2018، أي بزيادة سبعة آلاف وأربعمئة وخمسة وثمانين مشتركًا في غضون أيام أربعة فقط، وهو رقم كبير بعدما أصبحت في الأيام الأخيرة نسبة الزيادة محدودة جدًّا، وفي ذلك رسالة مفادها أن الجماهير النصراوية بصفة عامة تؤيد قرار إقالة الأمير فيصل بن تركي وتعيين الأستاذ سلمان المالك رئيسًا للنادي.
أما جماهير نادي الاتحاد؛ فكأن لسان حالها يقول "لن نتركك وحيدًا يا عميد"؛ لأن الفريق يحل خامسًا في سلم الترتيب، ويعاني الأمرين ولا يحقق نتائج إيجابية ترضي تطلعات جماهيره، والمشاكل تحيط به من كل جانب، وهو ممنوع من التسجيل، ومن الواضح أنه لن يحقق بطولة في هذا الموسم وفق المعطيات، ورغم ذلك يحصل على المركز الثاني بعدد "22.626"، بما يؤكد أن العلاقة بين الاتحاد وجماهيره أكبر من نتائج وبطولات هي في الواقع ترتقي إلى مستوى الارتباط الأزلي، بغض النظر عن المعطيات الآنية.
وأعود لصاحب المركز الأول الهلال بعدد "27.619" مشتركًا، والذي يعيش واحدة من أزهى عصوره، استقرار وتخمة من النجوم وقدرات مالية، وتنتظر جماهيره المزيد من البطولات؛ فلا أستغرب أن يأتي الهلال أولاً بدعم من جماهيره، وكأنها تقول واصل المسيرة فنحن راضون تمام الرضا، أما رسالة جماهير صاحب المركز الثاني في سلم ترتيب الدوري والرابع في سلم ترتيب الاشتراكات الأهلي، بعدد "7.128"؛ فهي بكل تأكيد غير راضية عن الوضع الحالي برمته، لا من حيث المستوى ولا النتائج ولا حتى الجانب الإداري، ولن أعرج على باقي الأندية؛ لأن رسالتها بلا قيمة ولا تستحق القراءة.
ولكن بصفة عامة، فإن إجمالي عدد الاشتراكات ضعيف جدًّا، حيث بلغ "83.679"، أي إجمالي إيرادات الأندية من اشتراكات الجماهير إن صمدت ستصل إلى "30.542.835" ريالاً"، وذلك ما كنت أؤكد عليه مرارًا وتكرارًا، بأن الجماهير لا يعول عليها لملء خزائن الأندية كما كان يروج له منذ فترة، وبالتحديد عندما كان هناك من يطالب بالانتخابات لكي تدعم الجماهير الأندية، ولا بأس في ذلك؛ فعادة الجماهير من الطبقة الكادحة التي بالكاد توفر قوت يومها، ولها كل الاحترام، وبالتالي لا يمكن أن نطالبها بأكثر مما تستطيع.
ولي أن أذكر ختامًا بأن هذه الأرقام وهي بكل تأكيد متحركة وغير ثابتة، ولها كما أسلفت مدلولات أخرى بعيدة عن الجوانب المالية، أتصور أن الهيئة رمت لها بذكاء، حتى إن لم تشر إلى ذلك بطريقة مباشرة، كمحاولة إيجاد التنافس بين الجماهير، إضافة إلى تحفيز محبي الأندية بالحضور للمساندة، ناهيك عن زيادة الروابط بين بيئة النادي وبيئة المجتمع، وكل ذلك سيكون له ـ مستقبلاً ـ انعكاسات إيجابية على الكرة السعودية.