كأس الخليج باب صغير على العالم
تجاوزت دورات كأس الخيج العربي اهتمامات عشاق كرة القدم إلى أطياف مجتمعات دوله المختلفة، وباتت كأس هذه الدورة العروس التي يطلب ودها الجميع، لكن ذلك الشعور لم يدم بالدرجة ذاتها التي بدأ عليها، وظل على أكثر تقدير إلى منتصف التسعينيات.
لم تعد حقن الإنعاش والتنشيط للذاكرة الكروية الخليجية بما لهذه الكأس من فضل على تطوير كرة القدم والرياضة بشكل عام في دول المنطقة كافية، ولا ما حققته من تعميق وتوطيد للعلاقات الشبابية الرياضية أو ما أسهمت به من إثراء للخبرات الإدارية والفنية والإعلامية مانعة من أن يظهر من ينادي بإيقافها أو لعبها كل أربع سنوات بدلا عن سنتين، أو من يجعلها أسفل أجندته من حيث الاهتمام، إلى غير ذلك، من أن تتحول مرات وكأنها عبء يبغي التخلص منه، وكل له أسبابه.
بطابعها "الكرنفالي" يتشكل لا إراديا شعوران متضادان، أحدهما يدعو إلى التهدئة والاستمتاع، والآخر بالتصعيد وضرورة الانتصار، وغالبا يكسب الشعور الثاني، خاصة عندما تلسع التصريحات النارية المباريات، وتتسبب أحداثها في ضوضاء الاستديوهات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، هذا لم يكن موجوداً قبل عقدين، لكن ما يشبهه ويحقق الغرض نفسه، خاصة أنه كان يصدر من شخصيات مسؤولة، بعض ما قالوه ما زال يرن في الأذان حتى يومنا هذا.
أكثر من 45 عاماً مرت على أول مباراة في هذه الدورة، وهي غدا في الكويت تلعب للمرة الثالثة والعشرين بثمانية منتخبات، وكانت قد بدأت بأربعة فقط، هي: السعودية والبحرين والكويت وقطر، تلت ذلك مشاركة الإمارات في الدورة الثانية، وسلطنة عمان في الثالثة، والعراق في الخامسة، واليمن في السادسة عشرة، واستطاعت المنتخبات الستة تحقيق لقبها عدا منتخبي البحرين واليمن، وظل المنتخب الكويتي محافظا على لقب الأكثر تحقيقا لهذه الكأس بواقع عشر مرات، ولا يبدو أنه يمكن كسر هذا الرقم.
منتخبا السعودية والإمارات تجاوزا دائرة التنافس الإقليمي الضيق ببلوغهما المونديال قبل الحصول على كأس دورة الخليج، بل إن المنتخب السعودي صعد للأولمبياد "84"، وحصل على كأس أمم آسيا "84/88"، وتأهل للمونديال "94" قبل أن ينال هذه الكأس "94"، بينما توقف المنتخب الكويتي عند تأهله الوحيد للمونديال 82، وقبلها تحقيقه أمم آسيا 80، وبلوغه أولمبياد موسكو، حيث ظل منذ ذلك الحين إلى اليوم نديما لكوؤس الخليج لا يفارقها ولا يعرف غيرها.
الحصول على كأس دورة الخليج إنجاز وحدث يسعد به الجميع ومطلب لجماهير كل المنتخبات المشاركة التي إن سلمت بتراجع قيمتها كمنجز، إلا أنها تريد أن تظل رمزاً لوحدة شعوبها، ورغم ذلك لا يمكن إنكار أن هذه الكأس لا تشكل سوى باب صغير لا أكثر إن أراد بطلها أن يطل من خلالها على العالم.