عام زايد
نفتخر بالوفاق الذي يجمع السعودية بالإمارات، حتى أصبحنا نشعر بأن وطنًا واحدًا يجمعنا اليوم؛ لأننا نشترك في كل شيء، ونتقاسم الفرحة في جميع المناسبات، فقد كان من حسن حظي أن قضيت اليوم الوطني السعودي 23 سبتمبر في الإمارات، وشعرت حينها بأنني لم أغادر السعودية، كما كان الاحتفال السعودي باليوم الوطني الإماراتي 2 ديسمبر أقوى من جميع الاحتفالات، وقبل أسبوعين كانت هناك أمسية شعرية في الرياض، جمعت شعراء من البلدين امتدادًا لاحتفالات السعودية باليوم الوطني الإماراتي؛ ولذلك أكتب عن "عام زايد".
قبل قرن من الزمان ولد "حكيم العرب" الشيخ "زايد آل نهيان"، الذي قدّم للعالم نموذجًا فريدًا في ائتلاف سبع إمارات تحت علم واحد وقبّة فيدرالية واحدة، مع احتفاظ كل إمارة باستقلاليتها الإدارية، ورسم منهجًا سياسيًّا حكيمًا وعادلًا يضرب به المثل، وتسترجع الأجيال صوره وتستلهم منه الحكمة والعبرة التي يتناقلها الكبار الذين عايشوه، والصغار الذين عاشوا في ظل خيره، فكان من حكمة الحكماء حكام الإمارات السبع اختيار "مئوية زايد" لتكون "عام زايد".
عام 2018 سيكون مختلفًا عن بقية الأعوام؛ لأن الإماراتيين لم يختاروا شعارًا يكتب وتردده الألسن فقط، ولكنني أجزم بأنهم سيستلهمون من شخصية "زايد" وحكمته وسيرته العطرة الكثير من المبادرات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية وغيرها، وثقتي لا حدود لها بأن السعوديين قبل الإماراتيين سيتفاعلون مع تلك المبادرات، وربما يقدمون مبادرات سعودية تؤكد وتجسد حالة الوفاق السعودي/الإماراتي التي نفاخر بها العالم في "عام زايد".
من فضل الله علينا في السعودية والإمارات، أن سخّر لنا قيادات وفيّة لشعوبها تعمل لرفاهيتها وعزتها ومنعتها، فبادلناهم الوفاء بالولاء وفديناهم بأرواحنا وأولادنا وأثبتنا في مناسبات عديدة أننا صفّ واحد خلف قيادتنا الرشيدة التي ندين لها بالسمع والطاعة، ونجدد لها البيعة كل عام، وسيكون هذا العام أكثر تميزًا، حيث تنتصر الحكمة وتظهر الطيبة ويزداد الكرم وتهدأ النفوس وتنتشر الرأفة، ويتضاعف الخير ويضيء الأمل ونشعر بالطمأنينة ونتعامل ببساطة؛ لأنه بكل بساطة "عام زايد".
تغريدة tweet:
ولعلي أقترح الاحتفاء مع أهلنا في "الإمارات" بهذا العام المميز، بإقامة معرض سعودي في الإمارات يحكي العلاقات السعودية/الإماراتية، يبدأ في "دبي" 2 ديسمبر 2018، متزامنًا مع اليوم الوطني للإمارات، وينتهي في أبوظبي مع بداية العام الجديد، متزامنًا مع افتتاح كأس آسيا 2019، ويقيني أن المعرض سيترك أثرًا إيجابيًّا كبيرًا على العلاقة الإيجابية بين البلدين الشقيقين، كما أن المدة المقترحة ستتخللها إجازة منتصف العام التي يفضل السعوديون قضاءها في الإمارات، وعلى منصات حكمة زايد نلتقي،،