في الدوري لا يجوز الرهان على شيء
الأندية الثلاثة المتنافسة على لقب الدوري: الهلال والأهلي والنصر، لن تفكر بطريقة الجماهير، ولكن بحسب المعطيات الفنية والعناصرية وجدول الجولات الأربع عشرة المتبقية من عمر الدوري ومسارها الزمني.
المشوار ما زال طويلا على الاحتفال بشيء، ومبكر أيضا لرمي المنديل، حتى معطيات النقاط والقيمة الفنية والعناصرية لا تسمح بعد بتكهنات منطقية، فالهلال الذي يملك 24 نقطة وما زالت لديه مباراتان مؤجلتان سيواجه في ختام القسم الأول من الدوري فريق الفتح الأحد المقبل، وكما أنها مباراة لتعزيز صدارة الهلال، فهي في الوقت نفسه من الممكن أن تكون نقاط ضمانة بقاء الفتح، وهكذا يمكن أن يحدث أول اختراق في جدار التنافس على اللقب.
مثل هذا يجعل الخوض في تحديد اسم من سيحمل اللقب من بين ثلاثة أندية - على الأقل - متسرعا، كما هو اختيار الهابطين من قائمة طويلة بعض الشيء، كل ناد فيها يحمل وجهين يمكن أن يدلا على أنه من الهابطين أو ممن ضمنوا البقاء، وفي كل الأحوال المسألة بالنسبة لمطلقي هذه التكهنات تتعدى التقدير والقراءة الفنية إلى الحدس أو العودة إلى التأريخ، أو ربما التمني دون إغفال المشاركة في اللعبة الإعلامية لحساب طرف آخر.
الهلال في عرضه المتقن أمام الرائد، وقبله انتزاع نقطتي الأهلي لا شك يغري الكثيرين للإفصاح عن توقعاتهم التي تصب في مصلحة حفاظه على اللقب، لكن ذلك له ما يناقضه مع التحركات التصحيحية للمنافسين في الأهلي والنصر اللذين ليسا ببعيدين عن قمة الترتيب، ولا يحتاجان إلى أكثر من زيادة الإصرار على المطاردة، وتخليص المباريات الأقل قوة، مع انتظار أن يجري للهلال ما عانيا منه من تفلت بعض النقاط إلى حين مواجهاتهما معه القسم الثاني للحسم المباشر.
الانطباع الذي لا يعتمد على تحليل فني سرعان ما يتغير، لأنه غير صحيح، ومن ذلك تجد مثلا الإشادة بمستوى فريق أو لاعب لمجرد أداء جيد في محطة معينة من المسابقة، أو فترة زمنية خاطفة لا تسعف لتحقيق بطولة دوري من جولات كثيرة في جدول زمني متباعد، من الصعب التعايش معه بصحوة مؤقتة ولا تحقق النجومية الدائمة لمن أبدع في لحظة مزاجية طيبة سانحة، الأمر يحتاج إلى رباط فني متين من العطاء والإنجاز ممتد من التحضير حتى نهاية الموسم.
لا نعلم ما المتغيرات التي يمكن أن تحدث للدوري في قسمه الثاني، وأقصد من جانب لجنة المسابقات واتحاد الكرة فيما يخص الجدولة أو السماح للدوليين بمغادرة أنديتهم أو غيره من الخطوات المرتبطة بتحضير المنتخب الوطني لمباريات المونديال، ذلك سيلعب أيضا دورا مركزيا في رسم المشهد الأخير لدوري استثنائي في كل ما جرى فيه.