2017-11-11 | 05:28 مقالات

فتات من أرباح البنوك للأندية

مشاركة الخبر      

 

 

 

في تحليله المالي الذي نشر في جريدة الرياض في السادس من نوفمبر الجاري، قال المستشار المالي حسين الرقيب إن أرباح البنوك السعودية ارتفعت بنسبة 3.2 % خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي 2017، مقارنة بما تحقق خلال العام 2016 لتصل إلى 34.34 مليار ريال مقارنة بـ 33.27 مليار ريال خلال نفس الفترة من عام 2016، وأوضح الرقيب أن هذه الأرباح تعتبر قياسية في ظل التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده البلاد بسبب تراجع أسعار النفط وما تبعها من إصلاحات اقتصادية وتباطؤ في الإنفاق الحكومي على المشاريع وتراجع السيولة في الاقتصاد المحلي، الذي بدوره أثر على ودائع العملاء في البنوك بنحو أربعة أعشار%، مما أدى إلى تراجع القروض بنسبة 2%، وأرجع المستشار المالي السبب وراء هذا الارتفاع في الأرباح إلى التزام وزارة المالية بسداد مستحقات القطاع الخاص خلال 60 يوما، فأظهرت الأرقام بأن الوزارة سددت خلال النصف الأول مستحقات بنسبة 98%.

 

أي أن بنوكنا الموقرة رغم كل هذه الظروف الاقتصادية المؤثرة لا زالت تحقق أرباحا متزايدة بين كل فترة وفترة، وكانت أرباح البنوك السعودية خلال التسعة أشهر الماضية بملايين الريالات قد بلغت: بنك الرياض 2973، الجزيرة 664، الاستثمار 1059، الأول 1009، الفرنسي 3109، ساب 3248، العربي 2393، سامبا 3810، الراجحي 6668، البلاد 716 الإنماء 1451، الأهلي 7246.

 

ومما لا شك فيه أن تنامي أرباح البنوك في ظل الظروف الحالية هو مؤشر إيجابي بصفة عامة لمتانة الاقتصاد السعودي وقدرته على مواجهة التحديات، ولكن هذه الأرقام تجعلني أتساءل عن غياب الدور الذي تقوم به هذه البنوك تجاه المجتمع الذي تحقق من ورائه هذه المليارات وبالتحديد في الجانب الرياضي، ففي تصوري الشخصي أن هذه البنوك بعد تأجيل الخصخصة من المفترض أن توجه برعاية الأندية الرياضية التي تعاني كثيرا لتفعيل أنشطتها، وهو واجب – وليس فضلا - تجاه شباب الوطن الذين تصل نسبتهم إلى 67% من المجتمع، أسوة بما هو معمول به في كل دول العالم، فالشركات والبنوك بعدما تدفع الضرائب تساهم أيضا بطريقة مباشرة في الأنشطة المختلفة وبالتحديد الأنشطة الرياضية، التي تعد في الوقت الراهن محورية في تقدم الشعوب وهي إحدى ركائز رؤية 2030.

 

وعندما أقول توجيها، فإن البنوك لم تتفاعل للأسف مع مطالبات عديدة في تفعيل دورها المجتمعي، ولم تستجب قط لواجبها تجاه شباب الوطن وأحد روافده الرياضة، التي باتت روشتة الطبيب الأولى وبها نبني مجتمعا صحيحاً جسديا، فيكون منتجا بدلا من أن يكون معتلا وعالة على المجتمع، فإذا كل بنك رعى أحد الأندية تحققت هذه الأهداف ومعها انتهت مشاكل الأندية وتطورت الرياضة السعودية وتحسن أداء نجومنا في الألعاب الرياضية المختلفة وارتفعت مسموعاتنا الرياضية وتوالت الإنجازات التي تتحقق باسم البلد كل ذلك مقابل فتات من أرباح البنوك.

 

من أجل الخليوي

 

الخليوي – رحمه الله - صديق عزيز على نفسي، وأذكر أنه في أحد اللقاءات مع صحيفة عكاظ قال بالحرف الواحد "لم يقف معي سوى نبيه ساعاتي" بعدما تعمدت إدارة البلوي إقصاءه من الاتحاد، ووقوفي معه كان أقل واجب لرجل خدم الاتحاد منذ نعومة أظافره، وساهم بشكل مباشر في تحقيق العديد من الإنجازات العملاقة باسم الوطن، ولعل لفتة معالي تركي آل الشيخ لتكريمه عبر تخصيص دخل مباراة الشباب والاتحاد القادمة لأسرته تستحق الثناء، وهي في نفس الوقت فرصة لجماهير الكرة السعودية قاطبة وليس فقط جماهير الاتحاد، لتكريم النجم الكبير محمد الخليوي بعد وفاته من خلال حضور اللقاء.