دور الثمانية... وما نيل المطالب بالتمني
هل يعقل أن تصريح رئيس اتحاد الكرة الذي ذكر فيه أن هدف الاتحاد وصول المنتخب السعودي إلى دور الثمانية في مونديال روسيا لا يلقى أي اهتمام أو تعليق من خبراء الكرة ولا من المتخصصين والمراقبين في وسائل الإعلام؟
هل يعني ذلك أنه أمر عادي يتفقون معه عليه، أم أنهم يرونه كلاما عابرا يمكن تجاهله؟ عادل عزت كان يرى أن تحديد الهدف وبالتالي المضي نحو تحقيقه بخطة تحضير متكاملة يجيز رفع سقف التطلع وهذا مفهوم، ولكن إذا كان في إطار الممكن عمليا تحققه كي لا يتحول إلى حمل ثقيل قد يفقدك حتى ماهو ممكن في أقل الاحتمالات.
جميعنا "نتمنى" هذا لايحتاج إلى أن نراجع أو نقرأ وندرس الموقف الذي سيفرضه الواقع عند الشروع في إنجاز أي عمل، لكن القليل منا يمكن له أن "يتوقع" لمستقبل هذا العمل، حيث يبني توقعه على جملة معطيات ومقارنات وإحصاءات وحدس مجرب، قد تجعل هامش الخطأ في توقعه أقل من غيره، لكنه أيضا لايضمن لك شيئاً، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بمنافسات رياضية يلعب الإبداع البشري الدور الأكبر في التحكم بإنجاز مهامها وترجمة خططها.
لا أحد ينكر أن المنتخب تتهيأ له ظروف تحضير وتحفيز غير مسبوقة، وإذا ما وفقت خطة التحضير بجوانبها الفنية والبدنية واللوجستية، فإن ذلك يعني أن المنتخب بات في جاهزية تتناسب مع قيمة وأهمية المشاركة العالمية، لكن هذا ليس كل شيء، حيث لابد من أخذ منتخبات المجموعة والأجواء المحيطة بها في الحسبان والحالة التي سيكون عليها اللاعب السعودي في المباريات الثلاث، وماسيحدث فيها من أحداث ولاننسى حجم تحضير وجاهزية المنتخبات الأخرى... "لست وحدك".
لازلت أرى أن "الأهم" قد تحقق بوصول المنتخب إلى المونديال، وأن ماسيفعله في المونديال "مهم"، وحتى يمكن ضمان فعل أقصى مايمكن لمنتخب في تصنيفه فإن الإعداد البدني والتجانس والحالة النفسية والذهنية هي الأرضية التي يمكن السير عليها بثبات لتحقيق مشاركة مشرفة لو تحولت إلى أبعد من ذلك سيسعد الجميع بها ويفاخر.
ننتظر من رئيس اتحاد الكرة أن يعدنا بتحقيق كأس أمم آسيا 2019، فهذا المقياس الذي سنعتمد عليه في معرفة مدى درجة تحركنا إلى الأمام، ولدى الاتحاد الوقت والظروف المناسبة لجعل الكأس هدفا معلناً بقدر مافيه من تحد وصعاب، لكنها من النوع الذي يمكن التغلب عليه بالعمل بشرط أن تتم المباعدة بين المشاركتين "المونديال" و"كاس آسيا" حتى لا تنعكس آثاره الأولى أياً كانت على الثانية، أن تضع هدفاً تصل إليه، هذا يعني أنك تعلم أنه يمكن عمليا تحققه، فكم منتخب من الذين سيشاركون في مونديال روسيا قد جعل دور الثمانية هدفا، ومن من هذه المنتخبات يعلم يقينا أنه سيصل إليه؟!