معا أبدا
أيام دراستي للماجستير في أمريكا، عشت أجواء الرابع من يوليو "4th of July" أو كما يسمى "يوم الاستقلال"، وعدت بعد الحصول على الدكتوراه للتدريس بالجامعة عام 1997 وكنت في 23 سبتمبر أبدأ محاضراتي بسؤال الطلاب: ماذا يعني لكم اليوم؟ فلا يجيبون!! وأكرر السؤال بطرق مختلفة فلا يتذكرون، فأذكرهم بأنه اليوم الوطني السعودي، وأخصص المحاضرة عنه، وأكرر أمنيتي بأن يصبح اليوم الوطني السعودي مثل يوم الاستقلال الأمريكي في احتفاليته وأهميته، وكنت أكتب مطالبًا بأن يكون إجازة رسمية، وأتذكر أنني كنت أكثر الفرحين بالقرار الذي جاء بعد سنوات، وكانت فرحتي أكبر بتفاعل الأشقاء في الخليج معنا قبل بضع سنوات، كانت فيها الإمارات هي السبّاقة في تفاعل متزايد حمل هذا العام شعار "معًا أبدًا".
في الإمارات أشعر بأنني في السعودية، حيث يبدأ الشعور باليوم الوطني في المطار وقد وضع شعار "معًا أبدًا" على كاونترات الجوازات وتزينت الصالة، ووجدنا الفنادق تستقبلنا بالهدايا والأعلام قبل يومين من اليوم الوطني السعودي، وفي كل مكان نشعر بأننا في الوطن والكل يتبادل التبريكات بيوم الوطن المجيد، ويؤكد أننا بإذن الله "معًا أبدًا".
السعودية والإمارات قصة تلاحم وترابط في المواقف والأهداف والمصير جسدتها الكثير من الأحداث والشواهد، لعل أبرزها "عاصفة الحزم وإعادة الأمل"، حيث قدّم البلدان أبطالهما فداء لغاية سامية لا يقدر على تحقيقها إلا الدول السامية بأخلاقها ومبادئها، مثل السعودية والإمارات والقيادات العظيمة التي تقود البلدين بإذن الله إلى مستقبل مشرق بالمجد والازدهار، ويعلم الله أنني في كل مرة أزور فيها الإمارات أشعر بتنامي الحب بين الشعبين الشقيقين؛ فتزداد أواصر الارتباط وجسور التواصل التي ستجعلنا بإذن الله أقوى في التضامن ضد كل من يريد المساس بوحدتنا وترابطنا اللذين نفتخر بهما، ونتطلع دومًا لاستمرارهما لنكون "معاً أبدًا".
تغريدة tweet:
في الرياض وجدة وبقية مدن السعودية، سيختلف اليوم الوطني هذا العام؛ لأن هناك إرادة قوية لتحويل هذا اليوم المجيد إلى احتفالية حقيقية تضاهي "يوم الاستقلال الأمريكي"، الذي بدأت به المقال، كما أن برنامج التحول الوطني 2020 يرتكز على ترسيخ معانٍ كثيرة ستتجلى في اليوم الوطني بإذن الله؛ لتكون من أهم أجزاء خارطة الطريق نحو رؤية 2030 التي رسمها وخطط لها ولي عهدنا الأمين الأمير "محمد بن سلمان" ـ حفظه الله ـ عونًا وسندًا لرائد نهضتنا الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، فلهما ندين بالولاء وبهما نفتخر ونعلن أننا سنبقى "معًا أبدًا" تحت راية التوحيد التي نفديها بأرواحنا وأولادنا، وعلى منصات اليوم الوطني المجيد نلتقي،،